الاثنين، 2 يوليو 2018

منقول ؛ الجزء السـابـِع والأخير من المقابلة [ مع دينيس فوستمان ترجمة Happy


(7)


المحاور: الناس المصابون بالسكر منذ خمس سنوات يقولون: "لمدة س من السنوات وأنا مصاب، وقد قيل لي منذ اليوم الأول للاصابة سيكون هناك علاج خلال خمسة أعوام. والآن بعد 40 عاما لم يحصل شيء!" هل لك أن تتحدثي قليلا عن هذا الموضوع—اعتقد أن الناس من غير العلماء أو لا علاقة لهم بالمختبرات بحاجة لمعرفة كيف تطور العلم خلال تلك الفترة. فكيف تطورت الاجهزة وكذلك قدرتنا على تفحص الخلايا وفهم الآليات. فماذا ستقولين لمثل هؤلاء؟ 

دنيس فوستمان: إن سبب اختياري موضوع رسالتي للدكتوراة هو شخص اسمه بول ليسي، وقد استطاع أن يستخلص Islets من بنكرياس جرذ. عندها قلت: "يا إلهي، سنحصل على العلاج للبشر سريعا" (ضحك). والجميع اندهشوا قائلين "واووو، لن يستغرق الحال اكثر من عام ونستخلص الـIslets من الانسان، وتحتاج فقط إلى زراعتها في مصاب". وفي دعم مقولة الناس المتسائلين، اقول أنه حتى وأنا عالمة في تطور مستمر، هناك اشياء تبدو واضحة وقابلة للتحقق. لكن البشر أحيانا لا ينظرون إلى الصورة كاملة حتى يفشلون مرة تلو أخرى ليدركوا حجم المشكلة ويدركوا تعقيد العملية البيولوجية. ودعما لما تساءل عنه الكثير، فإن ما قالوه صحيح، وأكثر من ذلك أقول أن هناك كثيرا من الدعاية غير الصادقة في ما يقال من أننا "سنشفي داء للسكر" رغم غياب المعلومات. والسؤال هو: "اين المعلومات؟" فلو وقف الناس على المنصة وقالوا "لدينا خلية سرية ستشفي السكر،" فإنك ستتأنى وتسأل: "جميل، أين المعلومات؟"

وبدون المعلومات بامكانك ان تجمع الكثير من المال (من الدعم البحثي أو التبرعات). لكن حالما تتوفر لديك المعلومات، يصبح من الصعب جمع المال لان الناس (المختصين) سيهاجمون معلوماتك. ولحسن حظنا، لقد تجاوزنا مرحلة السبع سنوات من قول الناس "المرحلة النهائية في الفئران المصابة لا يمكن شفاؤها." لأنها شفيت، (ولدينا المعلومات). سبع مراكز دولية لديها الآن فئران سعيدة. والآن كيف لنا ان ننتقل بكل حرص إلى البشر، وبنكنا المعلوماتي أكثر اكتمالا من الكثير من البنوك المعلوماتية، لأن لدينا آلية تدوين صارمة. فهذه تجربة تقوم على الآلية الروتينية في التدوين المعلوماتي. فهي لا تشبه شيئا من "أوه، لقد وجدنا شيئا فاعل في الفئران." الآن سبعة مراكز بحثية تقول أن عمليتنا ناجحة على الفئران.

فنحن نعلم أن البشر لديهم نفس خلايا الدم البيضاء التي درسناها لمدة سبعة أعوام، وهي أيضا تستجيب للعقار وللعينة النسيجية. ولم يمتلك امرء مثل هذه المعلومات من قبل. وبما أن المعلومات تتطور، فالحقيقة هي ان الخلايا تستمر بالانقسام سواء كانت خلايا الدماغ أو الرئة. ولا نعلم إلى أي مدى ستستمر. لكننا نقول إذا لم نعالج الداء المناعي الاساسي فلن يكون هناك أمل لأي زراعة خلايا مهما كانت.

لذلك العلم اليوم مكلف جدا ماديا اكثر من أي لحظة سابقة في تاريخه. وهو أيضا في مرحلة محافظة حيث لا يرغب أحد في اجراء التجارب المهمة التي من شأنها أن تغير المرض لأن مثل ذلك ينطوي على مخاطر. فأعتقد أنه ما أن تحصل على تراكم معلوماتي وتشعر أن هناك طرقا مختصرة للتحرك معتمدا على مركبات دوائية رخيصة، عليك أن تفعل بالتأكيد.

المحاور: هل هناك بعض—مشاكل انحيازية تتعلق بكيفية دعمنا للبحث؟ لأنه يبدو...

دنيس فوستمان: معظم الباحثين في المرحلة التي أنا عندها يحصلون على التمويل من شركات الصيدلة التي تجري التجارب. أعني، هذا يكلف الكثير من المال فيكف تجلس هنا وتقول "أنك تحتاج إلى جمع المال." في العادة يأتيك شخص ما بمركب عقاري ويقول يا دكتور فلان عندي هذا العقار ألا تريد تجريبه على المرحلة الاولى، الثانية، الثالثة...؟" فتقول "ياإلهي، انظر الى كل هذا الدعم لو اجريت هذه التجربة." فمن غير المألوف أن تجمع مالك من الداخل (داخل المؤسسات الدوائية) لتطوير دواء موجود. مثل هذا الامر هو ما نقوم به في المؤسسات الاكاديمية. ينبغي علينا أن نفكر في تكاليف العناية الصحية في هذه المرحلة من تطوير الأدوية بدلا من صب اهتمامنا على "كيف استطيع إجازة هذا الدواء." لأنك إذا استطعت إجازة هذه الأدوية التي ستغير تكاليف العناية بشخص مصاب بالسكر من 35 الف دولار إلى 75 الف دولار مع ملاحظة مستوى السكر المستمرة، ماذا تظن أنك فاعل وماذا تعتقد أنك مكتشف؟ 

أعتقد أننا نضع الأساس لمعيار جديد في زمن جديد في هذا البلد لنستطيع القول أننا مهتمون بتكاليف العناية الصحية أولا وليس آخرا، واعتقد أن الناس يصوتون بدولاراتهم لما يريدون تطويره. فالامر لم يعد "أي نوع من الدواء الجديد يستطيع المرؤ أن يطوره"، بل أصبح "هل نستطيع إيجاده، وهل يستخدمه الكثير من الناس المرضى، وليس مقصورا على النخبة القليلة ذات الامتياز، ويكون متاحا للجميع؟" أعتقد أن هذا مهم جدا، وهو ما ينبغي لنا التفكير فيه أولا حتى في المؤسسة الأكاديمية.

المحاور: حسنا، هناك الملايين والملايين من الناس، ولربما حتى جمعية الفئران المصابة بالسكر متحمسين للعمل الذي تقومين به.

دنيس فوستمان: إن العمل على هذا الأمر ممتع، والحقوق في هذا البحث يستحقها السيد أياكوكا، والناس يصوتون بأموالهم، أليس كذلك؟ وعندما كنا نرسم خارطة هذه المسارب على مدى الاثنتي عشر سنة الماضية، كنت ذات مرة معه في اجتماع لهئية المؤسسة وسألني سؤلا بسيطا: وانت تعلم أنني كنت قد عملت في الحقل لمدة طويلة، فسألني "يا دنيس متى ستشفين مرض السكر؟" فقلت في نفسي "يا إلهي، هذا الشخص لا يفهم كيف يتم الأمر في هذا المجال." (ضحك). فهو لعله لا يدرك أنني لا أستطيع أن أمضي بهذين الدوائين الذين عملنا عليهما وأعطيهما ببساطة للفار المصاب بالسكر. فمن هو الباحث المعتوه في مرحلة ما بعد الدكتوراة ويحترم نفسه يمضي خمسة أعوام من مهنته يذهب سبعة أيام في الأسبوع ليتفحص سكر الدم لشيء لم يجربه أحد من قبله أبدا؟

إن والدي هذا الباحث سيذبحانه. فهو لن يحصل على وظيفة لمدة خمسة أعوام، وسيتكبد الكثير من الديون الطلابية، ومع ذلك ليس له وظيفة لخمسة أعوام. فلو بدأت تدرك كيف يتم البحث، سترى أنه يركز على جزئية صغيرة جدا، ويتخذ خطوات آمنة حيث لا يتغير شيء فيما هو متعارف عليه في الحقل (paradigms) لان ذلك لا يشوش على عملك، فالجميع يعملون على نفس المتعارف عليه، والكل سعيد، ويتعشون في المطاعم بعد اجتماعهم.

لكن الأمر يتطلب مطاولة وجهد لتقول: "اعتقد أن المتعارف عليه في الحقل غير صحيح. ولدي رؤية هاهنا، وأنا على استعداد أن أراهن عليها بوظيفتي." لذلك فالقلة القليلة على استعداد لفعل ذلك. قلة من الناس هم المستعدون للوصول إلى معلومات مثيرة من شأنها أن تعكس حال السكر عند مرحلته النهائية، ثم يتحمل صفعات النقاد لمدة سبعة أو ثمانية أعوام.

إن جمال هذا العمل يكمن في أننا نتقدم نحو تجربته على الإنسان. فنحن في المرحلة الأولى من التجربة على الإنسان. وهذا أمر يخالف التجريب الآمن الذي يقتضي أن تقول: "يا ناس، نحتاج من 5إلى6 سنوات للعمل على الفئران." فهذا يكون أكثر آمانا، ويضمن لك وظيفة، ويضمن نشر أبحاثك في مرحلة ما بعد الدكتوراة. لكن التجريب غير الآمن الذي قد ينتج تغيرا كبيرا، وهو غير آمن علميا ووظيفيا، هو أن تنتقل إلى التجريب على البشر. فلتقل "إنني أومن به جدا، وأنا على استعداد أن أجرب على البشر."

المحاور: حسنا: لسوف تكتشفين بالتأكيد ما إذا كنت محقة أم مخطئة.

دنيس فوستمان: صحيح، لكن تدري؟ أنا بالتأكيد مخطئة 100% إذا لم أجربه على الإنسان.

(انتهت المقابلة)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

RENAL PROFILE / وضع الكلى عندي 2014م

إلهي واسع الكرم

https://on.soundcloud.com/Pydhz