الاثنين، 2 يوليو 2018

منقول ؛ الجزء الرابع من المقابلة [ مع دينيس فوستمان ترجمة Happy

(4)

(دنيس فوستمان تابع الاجابة السابقة)


تلك التجارب تطلبت كمية هائلة من الجهد. ونحن مدينون لكل من عمل بها لأنهم عملوا بشدة والتزام. فنحن نتحدث عن متابعة الحيوانات وعن تكاليف هذه الحيونات لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، إذ يأتي العاملون سبعة أيام في الاسبوع لفحص السكر، ولحقن الأنسولين مرتين في اليوم على مدار أسابيع وأسابيع. فالحال كانت أشبه ما تكون بعناية مركزة لهذا الفأر الصغير. ولعل هذا السبب أن أحدا لا يجري مثل هذه التجارب. لا أحد في كامل عقله سيتكبد مثل هذه التجارب، لأنك ملزم بالعناية بها على مدار الساعة سبعة أيام في الأسبوع. فالعمل هذا مكلف، والفأر يستغرق أربعة أشهر تقريبا ليصبح مصابا بالسكر، فهذه الفئران كانت في منتصف العمر وليست فتية، وبدا كما لو أن لا شيء ينفع معها.

المحاور: وهكذا كانت اكتشافا بالصدفة؟

دنيس فوستمان: في الواقع، لا أحبذ كلمة المصادفة. أنا أسمي هذا عمل جاد وشاق على مشروع موجه افضى بالتالي إلى اكتشاف طبيعي هو عودة البنكرياس للعمل (regeneration).

المحاور: حسنا، لقد كنت على الطريق الصحيح.

دنيس فوستمان: أنا أسمية علم حقيقي. لقد كنا نقوم بأكثر التجارب أهمية عند منتهى الأمر، وهذا أفضى إلى أن هذه الفئران الصغيرة حصلت على حياة سعيدة الآن، رغم أنها كانت قبل العملية في المرحلة النهائية (التي لا شفاء منها). فلقد أصبحت تلعب في القفص رغم كبر سنها. تلك المخلوقات كانت في سن الشيخوخة حسب سنين الفئران. بعد ذلك راجعنا لجنة العناية بالحيوان وطالبناهم باستئصال الكلية حيث توجد الـIslet، لنتأكد من أن السكر لن يرتفع. فقد كان العمل شاقا وعلى درجة من الخطورة أيضا. فكان بإمكاننا حقيقة أن ننهي التجربة مبكرا، وندون تقرير الأنسجة، ونثبت فقط أن الفئران اكتسبت الـIslets. غير أن ما أثبتته لنا هذه الحيوانات هو أنه حتى بعد  نزع الـIslets بقي مستوى سكرها عند الحد الطبيعي. ولذلك اكتشفنا أن البنكرياس عادت للعمل (regeneration). لم نكن لنصل إلى هذا الاكتشاف أبدا لو أننا لم نتابع الحيوانات لتلك المدة الطويلة، ولما كان باستطاعتنا أن نكمل الدائرة في الواقع ونقول: "طيب: خلونا نكون دقيقين جدا هنا ونجري التجربة النهائية، ونضع صورة جميلة للمخطوط."

المحاور: وهذا المخطوط نشرتموه في عام 2000 و...؟

دنيس فوستمان: وواحد، فقد نشرناه في عام 2001.

المحاور: طيب، ومن ثم، منذ ذلك الحين، على ماذا كان المختبر يعمل؟

دنيس فوستمان: حسنا، الأخبار السارة هي إذا كان لديك فأرا مصابا بالسكر فلدينا العلاج (ضحك). أما الأخبار السارة الأخرى هي أن هنالك تقريبا ستة مراكز عبر العالم باستطاعتها اليوم أيضا أن تشفي الفئران المصابة بالسكر. فمجتمع الفئران السكري الآن مسرور جدا وعلى استعداد للعلاج (ضحك)

المحاور: نحن مدينين لك!

دنيس فوستمان: بعد سبعة أعوام أو ثمانية، لدينا الكثير من الفئران الصحية، لكننا نحاول فعل الشيء نفسه مع البشر. فيسعدنا جدا أن نرى الكثير من السكريين سعداء. ولذلك فالهدف النهائي فيما نقوم به الآن (طالما لم يبق لدينا الكثير من الفئران المصابة) هو أن ننقل هذا المفهوم إلى البشر. وهذا حيث نحن الآن.

الرجل 1 يسأل: بالنظر إلى الماضي، دواء BCG يبدوا عقارا مرشحا للعلاج لأنك استخدمتيه مسبقا في علاج الجهاز المناعي ولعدة أسباب أخرى. لكن هل هو واحد من مجموعة أدوية اخترتيها؟

دنيس فوستمان: حسنا، لقد استخدمنا BCG لأننا كنا نعلم أن الدواء الذي نحتاجه هو في الواقع شيء يسمى TNF. فنحن نريد هذا الـTNF. لكن عليك أن تتذكر أن تطوير دواء ما مكلف بشكل غير معقول. فمعدل تطوير دواء في الولايات المتحدة يكلف بليون دولار— بليون! ومع ذلك 90% منها تفشل. ومع هذه الخلفية: ها نحن هنا لدينا مسار جديد، وفكرة جديدة، ونرغب في صناعة عقار جديد!!!!

والحال أنك في البيئة الأكاديمية (فيما يتعلق بالبحث) لا تستطيع صناعة العقار، بل عليك أن تذهب إلى شركات الصيدلة الكبرى، وتطلب منهم أن يؤسسوا ما يسمى التصنيع الجيد المجاز من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. هذا طبعا سيستغرق خمسة أعوام ويكلف عشرة ملايين دولار لتصنيع قارورة صغيرة واحدة لك أن تستخدمها فقط على مريض واحد. وهكذا فأنت بعد خمس إلى ست سنوات وبعد أن أحرقت عشر إلى اثني عشر مليون دولار، حتى هنا أنت لا تستطيع المضي إلى علاج البشر. ثم عليك أن تجرب العقار في دراسات على القرود أو الثديات، وتدون سجل السميات عليها من خلال عقار الـ TNF ذي المصنعية الجيدة المجازة. وبعد عشرة سنوات فأنت انفقت خمسة عشر مليون دولار على المشروع، حتى تستطيع أخيرا أن تجري التجارب على الأنسان! كل ذلك بدا لنا طريقا عسيرا للمضي فيه، كما كان هناك تشككا كبيرا في إمكانية شفاء السكر في الفيران التي وصلت المرحلة النهائية.

وحقيقة لم يصدقنا أحد، فمثل هذا لم يفعله أحد من قبل، دعك من أن البنكرياس ستعاود العمل (regenerate) (ضحك). فكان المستحيل هو أن تقول إن بالامكان شفاء السكر، والأدهي من ذلك أن تقول إن البنكرياس ستعاود العمل أيضا! وفي مثل هذه البيئة من التشكيك المستقر، فكرنا بـ "من سيدعمنا"؟ وأدركنا أن التكاليف ستكون بين خمسة عشر إلى ثمانية عشر مليون دولار حتى قبل أن نصل إلى إنسان إضافة إلى مدة عشرة أعوام. بدأنا بالبحث في الأدوية الموجودة التي من تأثيراتها الجانبية استثارة الـTNF. ولما بدأنا المسح بحثا عن تلك الأدوية، وجدنا واحدا معروفا جدا وسجله خال تماما من العيوب، يسمى BCG. ويتمتع بالإجازة المصنعية الجيدة!

المحاور: وبرخص التراب!

دنيس فوستمان: نعم رخيص، وله اجرائية تصنيع متأسسة، وتناوله البشر لأكثر من 80 عاما، والجرعات المتناولة تتجاوز الأربعة بلايين جرعة (4 بليون جرعة: ليس هناك دواء مجرب مثله). فكان هذا طريقنا الأسرع إلى الجمهور البشري. مرة أخرى: عليك أن تدرك أن شركات الصيدلة لن تدعم تجربة مثل هذه لأن لديك دواءا موجودا مسبقا. فالحال تشبه لو أنك تقول "الأسبرين يشفي أمراض القلب." فأي شركة ستدعم تلك الدراسة التي ستكلف بليون دولار لتثبت جرعة الأسبرين المناسبة لعلاج أمراض القلب؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

RENAL PROFILE / وضع الكلى عندي 2014م

إلهي واسع الكرم

https://on.soundcloud.com/Pydhz