الأحد، 1 يوليو 2018

منقول ؛ الجزء الثاني من المقابلة [ مع دينيس فوستمان ترجمة Happy

(2)

المحاور: إذن: هل الجسم دائما يصنع خلايا T سيئة؟ هل هناك نوع عملية عزلها لوحدها؟

دنيس فوستمان: كل شخص، بما فيه الأصحاء، يصنع خلايا T السيئة على مدار اليوم. لكن الأمر مثل خط من المصنعية كأن تصنع مليون سيارة لكن ما تبيعه هو الجيد منها فقط. فهذا يماثل كيف يعمل الجهاز المناعي. فهو يصنع مليون خلية T، وما يجب أن ينفذ منها هو فقط 1 أو 2%. إن نقطة الرقابة الصارمة هذه هي رقابة وحشية قاسية في الحقيقة. لكن المرء قد يحتاجها في واقع الأمر بسبب من طبيعته التطورية. فأنت لو ذهبت إلى أفريقيا ولدغتك ذبابة تسي تسي فإنك ستحتاج إلى مناعة ضد تلك الذبابة. إذن أنت تحتاج إلى التغاير المناعي على مدار عمرك. لكن إذا كان جهازك المناعي ليس بالمستوى المطلوب الذي يميز بدقة ذالك التغاير، فإنه بالخطأ يسمح بعبور بعض الخلايا السيئة إلى الأطراف.

المحاور: طيب، إذن عندنا بعض الخلايا السيئة الآن

دنيس فوستمان: نعم

المحاور: هل... أو كيف لك أن تخبري الجسد بأن لا يسمح عبور هذه السيئة أو كيف أيقافها عند نقطة ما إذا كان لك أن تعكسي مرض السكر ويتعافى المرء. كيف تستطيعين ايقاف هذه السيئة ومنعها من الوصول إلى خلايا الـIslet؟

دنيس فوستمان: نعم

المحاور: في أي جزء من البنكرياس ستبحثين حتى تحولي دون تحقق المرض.

دنيس فوستمان:  لعلك تعلم من قراءتك عن السكر، فإلى وقت قريب جدا اعتقد الناس أنك لا تستطيع أيقاف مد خلايا T السيئة من الخروج إلى الجسم. فاعتقد الناس أنه إذا استطعت تفحص الاطفال قبل الأصابة بالسكر فبإمكانك التدخل لمنع الخلايا السيئة من الخروج إلى الجسم. لكن ذلك ليس جوابا مقنعا للناس الذين يعانون هنا اليوم من داء السكر. والسبب، باعتقادي، في أن الناس اعتقدوا أنك لا تستطيع تحديد الخلايا السيئة أو أنك لا تستطيع فعل شيء حالما تصاب بالسكر، راجع إلى أنك حالما تأتي إلى العيادة مصابا تكون العملية المناعية في مرحلة متقدمة. وهذا هو الأمر في كل أمراض المناعة. فذات مرة جاءت إلى العيادة أمرأة في الخمسين مفاصلها متورمة جدا. لقد كانت تعاني من داء مناعي مزمن، يعني الجهاز المناعي مصاب (rheumatoid) قبل أن تأتي بعشرة سنوات.

والسكر مثل هذه الحالة. فأنت تأتي للمختص عندما تكون البنكرياس قد أصيبت ولا تعمل، وفي ذلك الوقت تكون العملية المناعية في مرحلة متقدمة، ويكون لديك الكثير من الخلايا المتغايرة السيئة (خلايا T). في تلك اللحظة لن يكون لديك المئات من الخلايا السيئة بل الآلاف أو ربما الملايين منها. فكيف لك أن تجد طريقة تصحح من خلالها هذه الخلايا؟ فالمفهوم السائد، وفي واقع الحال، في كل التجارب التاريخية تتحرك ضمن: "عليك تثبيط كامل الجهاز المناعي. لأنك لن تجد علامات مميزة تفرز لك للخلايا السيئة." وهذا هو السبب في أن كل التجارب حتى هذه اللحظة إما تستهدف مرحلة ما قبل السكر أو المشخصين حديثا من خلال عوامل مثبطة للجهاز المناعي، عوامل تقضي على الخلايا الحميدة والخبيثة معا.

المحاور: ولها الكثير من الأعراض الجانبية

دنيس فوستمان: ذاك صحيح. ففي حالة زراعة القلب، فإنك إن لم تحصل عليه، إذا كنت بحاجة قلب غدا، فإن مثبطات الجهاز المناعي تبدو خيارا جيدا، لأن لا خيار آخر لك. فإما المثبطات المناعية أو الموت. أما في حالة داء السكر فالمثبطات المناعية ليس نوع الحياة التي تريدها.

المحاور: فإذن أنت لن توقفي جهازك المناعي كيفما اتفق؟

دنيس فوستمان: نعم، فهذا النوع يسيجعلك مثل مرضى الأيدز (نقص المناعة المكتسبة). فمن السهل أن تصاب بالسرطان أو الأمراض المعدية إذا كان جهازك المناعي خاملا. إن المثبطات المناعية أدوية قاسية؛ فهي خيار ممتاز إذا احتجت زراعة قلب، لكنها أدوية قاسية إن لم تحتج قلبا أو عضوا آخر.

المحاور: إذن ماذا نستطيع فعله؟

دنيس فوستمان: حسنا، لقد عملنا على محاولة تحديد خلايا T السيئة. والمدهش جدا أننا لم نجدها وحسب، وإنما وجدنا أيضا أنها ذات مظهر مختلف على مستوى البروتين. والعامة الذين تنقصهم الخلفية العلمية لعلهم يتساءلون الآن: وما معنى ذلك؟ ولعل ايضاح هذا يتجلى من خلال مفهوم المضادات الحيوية. الكل يعرف المضادات الحيوية ويتناولها، وهي أدوية عظيمة

فأنت حين تتناول المضاد الحيوي فإنه لا يقتلك، بل ينظف الالتهاب في الجيوب الأنفية، وفي أذنك، ويعالج الورم في ذراعك. والسبب في أن المضاد فعال وغير قاتل يعود إلى أنه يميز بروتينات مختلفة ويتدخل في تلك المصاحبة للبكتيريا. إذن من خلال عملية الاكتشاف العلمي فإن من المهم فهم اختلافات البروتين، وتحديد الاختلاف الذي يميز الخلايا الحميدة من الخبيثة أو الخلايا السرطانية من غيرها أو تمييز الخلايا البكتيرية عن خلاياك.

إذا كان باستطاعتك تحديد الاختلاف في البروتينات، فعندها تستطيع التفكير في المعالجة الموجهة. على العموم فإن عملية تحديد الاختلاف هذه استغرقت 18 عاما. فالأمر ليس كما لو لأسبوع من الزمن قلنا "حسنا، سنبحث عن الاختلافات البروتينية" ثم في الاسبوع الثاني وجدناها. ولهذا فعلى مدى 18 عاما بدأنا بتمييز الاختلافات البروتينية التي تعزل خلايا T السيئة عن تلك الحميدة، والمفرح في هذا الكشف أن الاختلافات كانت بارزة على مسارب موت الخلايا (cell death pathways). وإذا استطعت أن تجد الاختلاف في هذه المنطقة فإنك تستطيع أن تقتل الخلايا السيئة!

ونقف عند أهمية مسارب موت الخلايا (منتصف صفحة 7)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

RENAL PROFILE / وضع الكلى عندي 2014م

إلهي واسع الكرم

https://on.soundcloud.com/Pydhz