الأحد، 1 يوليو 2018

منقول ؛ الجزء الأول من المقابلة [ مع دينيس فوستمان ترجمة Happy

ترجمة Happy

المحتوى الأصلي اللذي تم ترجمته وتلخيصه في الروابط التالية :
http://www.diabetesdaily.com/edelman/2008/09/01/diabetes-cure-trial.pdf
http://www.diabetesselfmanagement.com/blog/Flashpoints/A_Faustman_Bargain_Part_2

(1)


المحاور: أظن أن ههنا أول أسئلتي

دنيس فوستمان: طيب

المحاور: ما المشكلة في جهاز المناعة عند من هم مصابون بالسكر؟ ما الذي يجري؟ أريد أن اصل إلى بحثك، لكنني أود أن أفهم السياق أولا.

دنيس فوستمان: النوع الأول من السكر مختلف عن النوع الثاني. النوع الأول هو مرض من أمراض الجهاز المناعي أما النوع الثاني فمن أمراض المخ والعضلات. كلاهما يسمى سكر. وكلاهما يسببان التبول المتكرر، رغم أن سبب تبولك المتكرر في الامرين يختلف جدا. وفي حالة النوع الأول من السكر، فإن خلايا جهازك المناعي تعتبر خلاياك المفرزة للأنسولين خلايا سيئة أو مغايرة أو معادية، فهي لهذا تقتل حقيقة خلاياك التي تصنع الأنسولين. والنتيجة أنك لا تصنع انسولين وسكر دمك يرتفع مسببا داء السكر.

المحاور: طيب، أخبريني قليلا عن كيف توصلتي من البحث في داء السكر إلى عقار التطعيم BCG؟

(طبعا هذا العقار هو اختصار لمسمى العقار الذي يتم التطعيم به ضد داء السل، وهو موجود منذ مائة عام تقريبا وأنا وأنتم كلنا استخدمناه في التطعيم ضد السل).


دنيس فوستمان: حسنا، تلك قصة طويلة (ضحك: سبب الضحك طبعا أنها وفريقها أمضوا 18 عاما من البحث وهو يريدها أن تخبره عن تلك الفترة)

المحاور: طيب أعطينا مختصرها الذي يستغرق خمسة دقائق

دنيس فوستمان: بدأت التفكير في داء السكر أن من السهل جدا والمباشر أن نستبدل فقط الجزء التالف من الجسم. مثلا: إذا تلف جزء من الرئة فإنك تحصل على زراعة رئة. ولذلك، إذا كنت تعاني من السكر وتلف جزء من البنكرياس، فاستبدل فقط البنكرياس، أليس كذلك؟ ولذلك استقطبتني جامعة هارفارد لتجهيز أول برنامج لزراعة ألـ Islet (التي تفرز الانسولين) خارج مدينة سينت لويس، لأنني كنت من أوائل من طور هذه التقنية في جامعة واشنطن (تقنية الزراعة). فاستقطبتني جامعة هارفارد وبعد فترة وجيزة بدأت العمل مع الدكتور ديفد ناثان في العيادة (ناثان طبيب مشهور في علاج السكر). وبدأنا بزراعة خلايا الـ Islet، زراعة الخلايا التي تصنع الأنسولين في البنكرياس. فقد افترضنا أنك إذا حقنت هذه الخلايا بعد استخلاصها من عضو متبرع، فإنك تستطيع معالجة السكر.

وبعد ثلاث سنوات أدركنا أن العملية فاشلة، ولذلك خطر لنا ما يلي: "دعنا نفكر قليلا في هذا المبدأ" (أي مبدأ الزراعة) واتضح لنا أن ثمة هوة سحيقة (نقص هائل) في الأدبيات العلمية (أي في المعلومات المتعلقة بهذا الأمر). وهذا النقص هو أن الكل كان يقول "هها، لقد شفيت فيراني، وكلابي قد شفيت، وشفيت حيواناتي" لكن هذه التجارب لم تنجح مع الفار المصاب بالسكر النوع الأول.

وفجأة ظهرت لنا الفوارق الهائلة بين من نعالجه في العيادة وبين الكيفية التي نستخدمها في التجريب على نماذج المختبر. ولهذا على العكس من بقية العالم أوقفنا البرنامج لأننا قررنا أنه: "إذا مختبري لا يستطيع التعامل مع فار مصاب بالسكر وفي مرحلة نهائية، ثم يضخ فيه الـ Islets ويشفيه، فلماذا علينا أن نجرب هذا على الإنسان المصاب بالنوع الأول من السكر؟" لذلك أوقفنا البرنامج، رغم أن هذا القرار لم يستحسن.

فقد بدا أن النوع الأول من السكر يستوجب أن يكون داءا مرتبطا بالزراعة، لكن لو تفحصنا تطور العلم والتجارب السريرية على مدى الخمسة عشر عاما، لوجدنا أن معظم الأمراض التي اعتقدنا شفاءها بالزراعة لم تنجح. وسأعطيك مثالا لأنني اعتقد أنه اساسي وعلى مرضى السكر أن يتخذوه وصية: أنظر إلى مرض القلب. لديك مشلكة اثيراسكيلوروسيس (داء يصيب القلب) التي ستفضي إلى ذبحة قلبية، ولتجنبها أنت تزرع قلبا جديدا، فماذا تعتقد؟ ستدوم فقط لمدة خمسة أعوام لان لديك المشكلة متكررة. فأنت لم تعالج المشكلة الخفية التي سببت الذبحة في البداية، ولهذا فالزراعة لا تعمل كما ينبغي وكما يعتقد. وأنظر إلى كل تلك الزراعات العصبية التي بدت في البداية أنها ستكون الحل المناسب لمرض الباركنسون. فأول الزراعات في هذا المجال حصلت في كاليفورنيا على أناس اصابهم الباركسون بسبب بعض الأدوية، لكنهم عندما جربوها على من أصابهم المرض طبيعيا فماذا حصل؟ لا شيء من الزراعات نجح على الاطلاق لمدة طويلة لأن معاودة المرض وتكراره يصيب الخلايا المزروعة نفسها! وفي الواقع أن بعضا من هذه المعلومات سجلت حديثا في مجلات علمية محكمة خلال الأشهر الثلاثة الماضية. ... 

وفي داء السكر فإن الأمر نفسه يتكرر. فليست زراعة خلايا في انسان ذات أهمية إذا لم تلتفت إلى وضع السبب الأصلي، لأن المرض سيعاود الظهور. وبدأنا تدريجيا ندرك من علوم الأحياء أنك إذا لم تصحح العيب الأساسي فلا أمل لك في نجاح تلك الخلايا المزروعة. 

وهذا هو سبب اعتقادي بأن هناك تفائل مفرط حيال مفهوم أن كل داء سيكون له علاج من خلال زراعة الخلايا. فالمعلومات ببساطة غير متوفرة. وهذا هو الاختصار الذي طلبته (جواب أبو عشرة دقائق) (ضحك).

المحاور: حسنا، نحن إذن لدينا بنكرياسنا، ولدينا خلايا الـ Islet التي يتم قتلها، أهذا ما هو حاصل؟

دنيس فوستمان: نعم

المحاور: وما الذي يقتلها؟

دنيس فوستمان: في المناعة نحن نتحدث عن خلايا الـ T، وهي نوع من خلايا الدم البيضاء. تذكر أنه عندما تؤخذ منك عينة من الدم، فهي حمراء لأن هناك الكثير من خلايا الدم الحمراء. لكن مقابل كل مليون خلية دم حمراء هناك خلية واحدة بيضا، وخلايا الدم البيضاء لها عدة أنواع. أحد هذه الانواع هي المرتبطة بالسكر هي خلية الـT، وتحديدا أكثر فهذه الخلية المرتبطة بالسكر هي المسماة (CD8 T).
 لكن عموما الناس تتحدث عن خلايا T، السيئة التي تقتل البنكرياس.


المحاور: هل هي CD8؟ أهي تلك بالتحديد؟

دنيس فوستمان: خلايا CD8 هي التي تلتصق بخلية الـ Islet وتقتلها. أما CD4 (وهي نوع فرعي) فلعلها تساهم في البداية من عملية المرض، لكنها ليست قاتلة. فهي شبه متآمرة من الغرفة الخلفية.

المحاور: أهذا ما ترينه في المسبار الاختباري؟ إذا أخذتي خلية Islet وخلية T هل...

دنيس فوستمان: ليس في مسبار الاختبار، وإنما تحت المجهر

المحاور: وتحت المجهر بإمكانك أن تري حقيقة العملية وهي تتفاعل؟

دنيس فوستمان: نعم. لا يمكنك أن ترى الأمر في صورة أو في جزء من البنكرياس، إنما تحت المجهر، بالتأكيد نعم تراها حقيقة. فتستطيع أن ترى خلايا T السيئة تجلس مباشرة فوق وضمن خلايا الـ Islet.

المحاور: هل لي بسؤال له علاقة نوعا ما؟

دنيس فوستمان: نعم

المحاور: ابان الأيام الأولى من اصابتي بالسكر، كان هناك تخمينات حول ما الذي اقتدح المرض

دنيس فوستمان: نعم

المحاور: كثير من الناس كانوا يشيرون إلى نوع من الفيروسات (coxsackie virus)

دنيس فوستمان: ياه، نعم.

المحاور: كما تعلمين، ثمة قادح ما لهذا المرض، أعني ربما يكون هذا خارج الموضوع لكن هل اكتشفوا السبب بعد؟

دنيس فوستمان: حسنا، أنت تصنع خلايا T على مدى حياتك كلها. فالأمر ليس كما لو أنك تصنع خلاياك الـ T يوم ولادتك، ومن ثم تصبح مخزونا لديك تعيش عليها بقية عمرك. إنما أنت تضخ ملايين خلايا الـ T وهي ماركة مصنعية غير كافية لأنها تعتمد على التطور. ولأن جهازك المناعي لا يعلم ما ستقابله خلال حياتك، فإنك تصنع كمية كبيرة متغايرة من خلايا T. لكن إذا صنعت كمية كبيرة من التغاير العشوائي، فإنك أيضا تكون قد خلقت مشكلة إن لم تقتل المتغاير الخاطئ . ولذلك نعتقد أنه ما يسمى بالانتخاب أو الاختيار السلبي، بمعنى أن كل ما صنعته من خلايا سيئة لم يتم القضاء عليها، بل إن بعض هذه السيئة وصلت إلى "مخ العظم" وإلى الغدة الصعترية (Thymus) فتنتقل إلى الدورة الطرفية (بقية أجزاء الجسم).

المحاور: ولهذا سواء أكان الفيروس أو شيء آخر فإنه يساعد على اقتداح المرض

دنيس فوستمان: نعم. الآن كثير من الناس يعشقون نظريات الفيروس، وأنا لا استبعدها كليا، لكن كثيرا منها تتوجه توجه خاطئ. لو سألت الناس، "متى أصابك السكر؟" فعادة ما تكون أقوالهم "عانيت من زكام حاد وخلال يوم أو يومين كثر لدي التبول واصبحت متبلد ونقص وزني وإن ذالك الفيروس سبب السكر لدي!"

حسنا نحن نعلم أن هذه ليست هي الحال. فلربما أن لمثل هذا القول نوعا من الشرعية إذ لعل الفيروس بمصاحبة التعديلات الجينية المناسبة قد حول الجينات بطريقة أو بأخرى. لكنه حتما ليس مثل القول بأنه اصابني فيروس وأصبت بالسكر. فينبغي أن تحصل تحولات متعددة أثناء هذه الاصابة. لكن الحال كما قلت، فتسمع والدا يقول طفلي اصابه فيروس ثم سبب له السكر.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

RENAL PROFILE / وضع الكلى عندي 2014م

إلهي واسع الكرم

https://on.soundcloud.com/Pydhz