الأربعاء، 11 يوليو 2018

السؤال الخامِس حول مضاعفات العين - جامعة برنستين للسكري -


Q5: Complications of The Eye - Dr. Bernstein's Diabetes University

السؤال يقول شخصت السنة الماضية بحالة تدعى levator disinsertion في كلا العينين
---
العضلة الرافعة أو العضلات الرافعة levator plabably muscle اللتي ترفع الجفون

يتبع السؤال ،،، حسنا يصر الأطباء على أنها ليست من مضاعفات السكر ولكنها ليست مقتنعة بأن هذه الحالة ليست من المضاعفات وتتساءل ما اذا كانت هذه الحالة من المضاعفات وقد كانت سكرية منذ 25 سنة وحصلت على آي ون سي a1c يتراوح من 6-10 ولكنها الآن على برنامجك أقل من 5%

يمكنني القول بأنها من المضاعفات المنتشرة حول العالم تقريبا نتيجة الإصابة بسكري نوع1 لسنوات طويلة وحتى أنك تراها بعض الأحيان في مرضى النوع2 وهي بسبب اعتلال عصبي في العصب القحفي الثالث third cranial nerve واللذي ينشط عضلة levator palpebral muscles
وعادةً يوصف كانخفاض في الشق الجفني as a reduction in palpebral fissure وهي المسافة ما بين الجفن العلوي والجفن السفلي . سأريكم بيدي فتحة جفن ضيقة وفتحة جفن واسعة .
الناس يبدؤون حياتهم بفتحة جفن واسعة واذا اصيبوا باعتلال عصبي في العصب القحفي الثالث ستضيق وتضيق ...
الآن أنا حصلت على التقرير السنوي لـjuvenile diabetes and research foundation  كل سنة وأعضاهم هم من الآباء والأمهات للسكريين والأقارب وأيضا من السكريين وأذكر أنني اعتدت على مخاصمة  السكرتارية ... أقول لهم أحيطوا صور المصابين بالسكري فليست جميع هذه الصور أو الوجوه للمصابين فتعلمت أن تحيط صور المصابين واللذين كانوا بفتحات جفون ضيقة ...
وهذا هو غلاف أحدث اصدار أظنه غلاف اصدار الشهر الماضي من diabetes forcast وهو منشور لجمعية السكري الأمريكية ...
هذه السيدة عمرها 80 سنة وهي أصغر مني وقد أصيبت بالسكري لسنوات عديدة انظر الى عينيها ان فتحات جفونها ضيقة كما عليه في الواقع كل مرضى السكري الغير مسيطر عليه أو بسيطرة ضعيفة و طويل الأمد  ... أنا قد أصبت بهذه الحالة كما أظن وأنا في عمر حوالي 35 سنة ولم أبدأ بالسيطرة على معدلات السكر حتى حول الـ39 سنة ... لذا اذا نظرت الى عيني فسترى فتحات جفوني ضيقة كذلك
وهي ليست بضيق فتحات جفون الكثير من السكريين اللذين كانوا غير مسيطرين لمدد طويلة من الزمن
اذن هذه الحالة  بالفعل مضاعفة شائعة من مضاعفات السكري لا أعلم أي نوع من الأطباء ذاك اللذي نفى أن تكون من مضاعفات السكري هل كان أخصائي باطنة endocrinologist أو اخصائي سكري diabetologist أو أخصائي بصريات ophthalmologist ولكن أي طبيب لديه ملاحظة جيدة حتى لو كان طبيب أسنان سيلاحظ أن أكثر مرضاه من المصابين بالسكري لمدد طويلة لديهم فتحات جفون ضيقة ! :)

الاثنين، 2 يوليو 2018

مقابلة مطولة مع العالمة دينيس فوستمان حول تجارب استخدام لقاح السل لعكس سكري النوع الأول عند البشر

منقول ؛ الجزء السـابـِع والأخير من المقابلة [ مع دينيس فوستمان ترجمة Happy


(7)


المحاور: الناس المصابون بالسكر منذ خمس سنوات يقولون: "لمدة س من السنوات وأنا مصاب، وقد قيل لي منذ اليوم الأول للاصابة سيكون هناك علاج خلال خمسة أعوام. والآن بعد 40 عاما لم يحصل شيء!" هل لك أن تتحدثي قليلا عن هذا الموضوع—اعتقد أن الناس من غير العلماء أو لا علاقة لهم بالمختبرات بحاجة لمعرفة كيف تطور العلم خلال تلك الفترة. فكيف تطورت الاجهزة وكذلك قدرتنا على تفحص الخلايا وفهم الآليات. فماذا ستقولين لمثل هؤلاء؟ 

دنيس فوستمان: إن سبب اختياري موضوع رسالتي للدكتوراة هو شخص اسمه بول ليسي، وقد استطاع أن يستخلص Islets من بنكرياس جرذ. عندها قلت: "يا إلهي، سنحصل على العلاج للبشر سريعا" (ضحك). والجميع اندهشوا قائلين "واووو، لن يستغرق الحال اكثر من عام ونستخلص الـIslets من الانسان، وتحتاج فقط إلى زراعتها في مصاب". وفي دعم مقولة الناس المتسائلين، اقول أنه حتى وأنا عالمة في تطور مستمر، هناك اشياء تبدو واضحة وقابلة للتحقق. لكن البشر أحيانا لا ينظرون إلى الصورة كاملة حتى يفشلون مرة تلو أخرى ليدركوا حجم المشكلة ويدركوا تعقيد العملية البيولوجية. ودعما لما تساءل عنه الكثير، فإن ما قالوه صحيح، وأكثر من ذلك أقول أن هناك كثيرا من الدعاية غير الصادقة في ما يقال من أننا "سنشفي داء للسكر" رغم غياب المعلومات. والسؤال هو: "اين المعلومات؟" فلو وقف الناس على المنصة وقالوا "لدينا خلية سرية ستشفي السكر،" فإنك ستتأنى وتسأل: "جميل، أين المعلومات؟"

وبدون المعلومات بامكانك ان تجمع الكثير من المال (من الدعم البحثي أو التبرعات). لكن حالما تتوفر لديك المعلومات، يصبح من الصعب جمع المال لان الناس (المختصين) سيهاجمون معلوماتك. ولحسن حظنا، لقد تجاوزنا مرحلة السبع سنوات من قول الناس "المرحلة النهائية في الفئران المصابة لا يمكن شفاؤها." لأنها شفيت، (ولدينا المعلومات). سبع مراكز دولية لديها الآن فئران سعيدة. والآن كيف لنا ان ننتقل بكل حرص إلى البشر، وبنكنا المعلوماتي أكثر اكتمالا من الكثير من البنوك المعلوماتية، لأن لدينا آلية تدوين صارمة. فهذه تجربة تقوم على الآلية الروتينية في التدوين المعلوماتي. فهي لا تشبه شيئا من "أوه، لقد وجدنا شيئا فاعل في الفئران." الآن سبعة مراكز بحثية تقول أن عمليتنا ناجحة على الفئران.

فنحن نعلم أن البشر لديهم نفس خلايا الدم البيضاء التي درسناها لمدة سبعة أعوام، وهي أيضا تستجيب للعقار وللعينة النسيجية. ولم يمتلك امرء مثل هذه المعلومات من قبل. وبما أن المعلومات تتطور، فالحقيقة هي ان الخلايا تستمر بالانقسام سواء كانت خلايا الدماغ أو الرئة. ولا نعلم إلى أي مدى ستستمر. لكننا نقول إذا لم نعالج الداء المناعي الاساسي فلن يكون هناك أمل لأي زراعة خلايا مهما كانت.

لذلك العلم اليوم مكلف جدا ماديا اكثر من أي لحظة سابقة في تاريخه. وهو أيضا في مرحلة محافظة حيث لا يرغب أحد في اجراء التجارب المهمة التي من شأنها أن تغير المرض لأن مثل ذلك ينطوي على مخاطر. فأعتقد أنه ما أن تحصل على تراكم معلوماتي وتشعر أن هناك طرقا مختصرة للتحرك معتمدا على مركبات دوائية رخيصة، عليك أن تفعل بالتأكيد.

المحاور: هل هناك بعض—مشاكل انحيازية تتعلق بكيفية دعمنا للبحث؟ لأنه يبدو...

دنيس فوستمان: معظم الباحثين في المرحلة التي أنا عندها يحصلون على التمويل من شركات الصيدلة التي تجري التجارب. أعني، هذا يكلف الكثير من المال فيكف تجلس هنا وتقول "أنك تحتاج إلى جمع المال." في العادة يأتيك شخص ما بمركب عقاري ويقول يا دكتور فلان عندي هذا العقار ألا تريد تجريبه على المرحلة الاولى، الثانية، الثالثة...؟" فتقول "ياإلهي، انظر الى كل هذا الدعم لو اجريت هذه التجربة." فمن غير المألوف أن تجمع مالك من الداخل (داخل المؤسسات الدوائية) لتطوير دواء موجود. مثل هذا الامر هو ما نقوم به في المؤسسات الاكاديمية. ينبغي علينا أن نفكر في تكاليف العناية الصحية في هذه المرحلة من تطوير الأدوية بدلا من صب اهتمامنا على "كيف استطيع إجازة هذا الدواء." لأنك إذا استطعت إجازة هذه الأدوية التي ستغير تكاليف العناية بشخص مصاب بالسكر من 35 الف دولار إلى 75 الف دولار مع ملاحظة مستوى السكر المستمرة، ماذا تظن أنك فاعل وماذا تعتقد أنك مكتشف؟ 

أعتقد أننا نضع الأساس لمعيار جديد في زمن جديد في هذا البلد لنستطيع القول أننا مهتمون بتكاليف العناية الصحية أولا وليس آخرا، واعتقد أن الناس يصوتون بدولاراتهم لما يريدون تطويره. فالامر لم يعد "أي نوع من الدواء الجديد يستطيع المرؤ أن يطوره"، بل أصبح "هل نستطيع إيجاده، وهل يستخدمه الكثير من الناس المرضى، وليس مقصورا على النخبة القليلة ذات الامتياز، ويكون متاحا للجميع؟" أعتقد أن هذا مهم جدا، وهو ما ينبغي لنا التفكير فيه أولا حتى في المؤسسة الأكاديمية.

المحاور: حسنا، هناك الملايين والملايين من الناس، ولربما حتى جمعية الفئران المصابة بالسكر متحمسين للعمل الذي تقومين به.

دنيس فوستمان: إن العمل على هذا الأمر ممتع، والحقوق في هذا البحث يستحقها السيد أياكوكا، والناس يصوتون بأموالهم، أليس كذلك؟ وعندما كنا نرسم خارطة هذه المسارب على مدى الاثنتي عشر سنة الماضية، كنت ذات مرة معه في اجتماع لهئية المؤسسة وسألني سؤلا بسيطا: وانت تعلم أنني كنت قد عملت في الحقل لمدة طويلة، فسألني "يا دنيس متى ستشفين مرض السكر؟" فقلت في نفسي "يا إلهي، هذا الشخص لا يفهم كيف يتم الأمر في هذا المجال." (ضحك). فهو لعله لا يدرك أنني لا أستطيع أن أمضي بهذين الدوائين الذين عملنا عليهما وأعطيهما ببساطة للفار المصاب بالسكر. فمن هو الباحث المعتوه في مرحلة ما بعد الدكتوراة ويحترم نفسه يمضي خمسة أعوام من مهنته يذهب سبعة أيام في الأسبوع ليتفحص سكر الدم لشيء لم يجربه أحد من قبله أبدا؟

إن والدي هذا الباحث سيذبحانه. فهو لن يحصل على وظيفة لمدة خمسة أعوام، وسيتكبد الكثير من الديون الطلابية، ومع ذلك ليس له وظيفة لخمسة أعوام. فلو بدأت تدرك كيف يتم البحث، سترى أنه يركز على جزئية صغيرة جدا، ويتخذ خطوات آمنة حيث لا يتغير شيء فيما هو متعارف عليه في الحقل (paradigms) لان ذلك لا يشوش على عملك، فالجميع يعملون على نفس المتعارف عليه، والكل سعيد، ويتعشون في المطاعم بعد اجتماعهم.

لكن الأمر يتطلب مطاولة وجهد لتقول: "اعتقد أن المتعارف عليه في الحقل غير صحيح. ولدي رؤية هاهنا، وأنا على استعداد أن أراهن عليها بوظيفتي." لذلك فالقلة القليلة على استعداد لفعل ذلك. قلة من الناس هم المستعدون للوصول إلى معلومات مثيرة من شأنها أن تعكس حال السكر عند مرحلته النهائية، ثم يتحمل صفعات النقاد لمدة سبعة أو ثمانية أعوام.

إن جمال هذا العمل يكمن في أننا نتقدم نحو تجربته على الإنسان. فنحن في المرحلة الأولى من التجربة على الإنسان. وهذا أمر يخالف التجريب الآمن الذي يقتضي أن تقول: "يا ناس، نحتاج من 5إلى6 سنوات للعمل على الفئران." فهذا يكون أكثر آمانا، ويضمن لك وظيفة، ويضمن نشر أبحاثك في مرحلة ما بعد الدكتوراة. لكن التجريب غير الآمن الذي قد ينتج تغيرا كبيرا، وهو غير آمن علميا ووظيفيا، هو أن تنتقل إلى التجريب على البشر. فلتقل "إنني أومن به جدا، وأنا على استعداد أن أجرب على البشر."

المحاور: حسنا: لسوف تكتشفين بالتأكيد ما إذا كنت محقة أم مخطئة.

دنيس فوستمان: صحيح، لكن تدري؟ أنا بالتأكيد مخطئة 100% إذا لم أجربه على الإنسان.

(انتهت المقابلة)

منقول ؛ الجزء السـادس من المقابلة [ مع دينيس فوستمان ترجمة Happy

(6)

الرجل1: أيام عشرينيات القرن الماضي استطاع بانتنغ وبست من استخلاص بعض خلايا البنكرياس، وجاءوا بهذا الخليط العكر، ثم ذهبوا به للطفل مهما كانت مرحلته العمرية، يعطونه الحقنة، وهوب بدأ الطفل يشعر بنوع من التحسن. وهكذا ثبتت فعاليته مع مرور الزمن. كان ذلك في العشرينيات، فلم يكن عليهم القلق من هيئة الغذاء والدواء.

دنيس فوستمان: ولنفترض أننا فعلنا ذلك، هل تعتقد أن أحدا سيصدقنا؟ (ضحك) لذلك عندما يسألنا امرؤ لماذا يتوجب علينا الانصياع لهيئة الغذاء والدواء، ولماذا علينا فعل هذا وذاك، فالجواب هو لأننا نريد أن تحقق هذه التجربة أعلى معايير الموثوقية لتمضي قدما. أعلى المعايير على الاطلاق. لأنك ما ان تصرح بأن شخصا استعاد الانسولين، أعني ينبغي لك أن تكون متأكدا، مرة وثانية وثالثة (هي تستعمل التجارب العمياء، يعني مهما اجريت العملية تحصل على النتائج التي لا يراها الغير) على طول الخط.

الرجل 1: رأيت تعليقا مثيرا. أحدهم قال: "كيف لك أن تتأكدي من أن التجارب تبقى خفية (عمياء) رغم ما تفعلينه هنا.

دنيس فوستمان: هاها، تضع عليها لصقة جروح (Band-aid) لكي لا يراها الأطباء

الرجل 1: ولا حتى المريض؟

دنيس فوستمان: حسنا، المريض قد يعرف. كل البشر لديهم الذكاء الكافي. ولذلك الأنترنت ستعرف ما إذا حصلوا على الترياق أو الدواء رغم أن استجابة المناعة ستختلف. لكن الأطباء الذين يعتنون بالمرضى لن يعرفوا.

الرجل 1: خيرا، هذا هو المهم.

دنيس فوستمان: نعم، المهم ان الطبيب المعالج لن يعرف. 

الرجل 1: طيب، كويس.

دنيس فوستمان: إن معلومات الفأر الذي نجرب عليه كأساس للتجربة أكدتها سبعة مختبرات عالمية— نفس النتائج!

فأنت الآن قد حددت المسار (pathway) ليس فقط في داء السكري بل في عدة أمراض مثل: (lupus, Crohn’s, Sjogrens, scleroderma). والناس تسأل: لماذا لا تتقدمون بشكل اسرع؟" أعتقد أن السبب يعود إلى أنك لا تستطيع أبدا معرفة ناتج التجربة. لكن ذلك يقتضي أن نختبرها سريعا لكي نتقدم. طيب؟ لربما بسرعة أكثر مما نحن فاعلون، لأنه كما تعلم يتوجب علينا جمع المال لهذه التجربة.

المحاور: كم تحتاجين من المال لتنطلقي باقصى سرعة؟

دنيس فوستمان: حسنا، لقد جمعنا كل المال الذي تحتاجه المرحلة الاولى بمساعدة من مؤسسة أياكوكا ومستشفى ماستشيوست العام، وما زلنا نتحرك ضمن المرحلة الاولى. لكن بعد اثني عشر شهرا يتوجب علينا الشروع بجمع تمويل المرحلة الثانية. والمدهش في هذا البرنامج أن الجمهور (عامة الناس) هم الذين يدعمونه، فهو ممول بالكامل من الناس، فلن يغلق أو يوقف بحجة أنه ينافس سيرنجات الأنسولين اختبارات السكر في الدم، او عقار أعصاب آخر. لن يغلق هذا البرنامج إلا أذا عجزنا عن جمع المال للاستمرار قدما. لكنه ممول بالكامل من الناس والناس تدرك الحاجة الهائلة لعمل شيء للمصابين بالسكر، ولم يقدم أحد من قبل على التجارب على هذه العينة من المصابين.

كما لم يسبق أن وجدت المعلومات الحيوانية الهائلة والمتغايرة جدا التي تثبت أن المشروع فعال على الحيوانات في مرحلة مرضها النهائية. ولهذا من المفترض أن يمضي المشروع قدما. لا تستطيع أن تعد الناس بالنتائج، ولهذا نحن نجري التجربة. ولعلها احد أكثر التجارب روتينية (آلية) التي استهدفت حقل مرض السكر منذ سنوات بل عقود.

الرجل 2: أتعلمين؟ أعتقد أن تلك كانت— أعني، أعتقد أنني قلت لك ذلك من قبل: عندما تعرفت أول مرة على عملك كان ذلك عام 2003، وفي ذلك الوقت كان الكثير من الناس يستهجنونه بازدراء.

دنيس فوستمان: صحيح، صحيح. مقولة ان البنكرياس لا تعود للعمل.

الرجل 2: نعم، وكنت أتذكر أنني اقرأ مقالات الصحافة وانتهي بالدموع، وفي تلك المرحلة كان قد مضى على تشخيصي بالسكر 30 عاما. وكنت عندها أول مرة أقول في نفسي: "هاها، هاهنا شيء مهم— هذا منطقي، هذا علميا منطقي."

دنيس فوستمان: نعم، نعم، نعم!

الرجل2: لكن في الوقت نفسه، لا أعتقد أنني الوحيد في قول: "انني مستعد أن ابذل قصارى جهدي في جمع التبرعات، وإذا لم تثمر الجهود، حسنا، نكون قد بذلنا أفضل الجهود."

دنيس فوستمان: نعم، فماذا هناك يمكننا تجربته؟ أعني ما هي البروتوكولات التي تراها متوفره وتتقدم ولها هذا البنك المعلوماتي الهائل؟ لا يوجد شيء من هذا القبيل.

الرجل 2: أوتدرين؟ حتى لو لم تحل المشكل، فستكون خطوة، حجر أساس هائلة.

دنيس فوستمان: أعني، ماذا سيحصل لو أننا انتهينا إلى تحديد فترات مفصلية (intervals) حيث استعادت البنكرياس نصف عملها عند نصف العينة؟ حسنا هذا يعني انك لن تصاب بانخفاض مفرط للسكر.

امرأة: نعم، اقبل التعايش مع مثل هذا الوضع (ضحك).

دنيس فوستمان: لا نعرف النتيجة حتى نصل إليها؛ لكننا نعرف جيدا أن البشر(المصابين بالسكر) لديهم نفس العيوب. ونعلم أن لدينا هذا العقار الرخيص لنمضي قدما. لا ندري إن كنا سنستطيع تحديد الفترات المفصلية. أعني، انظر الى الانسولين، فانت لا تستطيع تحديدها (ضحك) حتى بعد 80 أو 90 عاما. لا زلت لا تستطيع تحديد هذه الفترات. لذلك فعملية قياس الجرعات الدوائية عملية معقدة وليست سهلة، لكن العملية يجب أن تمضي قدما وبشكل شرس ويجب أن نجربها.

الرجل2: لكن لو جاءك شخص ما، ولنقل أنني كنت مليونيرا، وجئت اليوم وقلت: "كم من المال تحتاجين لتمويل المرحلة الثانية بالكامل؟"

دنيس فوستمان: حوالي 25 مليون دولار، وهذا رخيص بمفهوم صناعة الأدوية. عليك أن تتذكر أن حجم العينة هي جرعة علاجية لكل مرحلة مصاب سكري، وستكون صغيرة، ونستطيع المضي سريعا. أما الجزء المكلف فهو فحوصات الدم، فالتجربة ليست كما لو انك حصلت على كمية دم واضفت لها المحاليل الخاصة لتثبت أنها تحول دون امراض القلب أو شيء من هذا القبيل.

المحاور: هذا يقتضي كثيرا من الوقت والجهد.

دنيس فوستمان: انه الوقت والجهد، لكن العقار سيكون متاحا سريعا إذا استطعنا المضي به قدما، والشخص الذي تبرع يوم أمس بالدم ليساعدنا على تحديد المحددات/العلامات الحيوية قد استفاد هو بدوره من الناس الذين جاؤوا قبله بست سنوات، والآخر الذي سيأتي في اليوم التالي سيستفيد من هذه المعلومات، والشخص الذي سيأتي يوم الجمعة سيستفيد ممن سبقوه. لذلك الكل مشارك عند مستوى معين إن كان لهم دور فيه: أنا اسميها تجربة ديمقراطية.

منقول ؛ الجزء الخامس من المقابلة [ مع دينيس فوستمان ترجمة Happy

منقول ؛ الجزء 5 من الترجمة [ مني إليكم هدية: الدكتورة دنيس فوستمان (Denise Faustman)

https://www.dmeducation.com/vb/showthread.php?t=17701&p=212572#post212572

(5)

المحاور: الآن أليس هناك إمكانية أن فعاليته قد تكون أقل مما ينبغي، ولو قليلا، ومن ثم ستحتاجين إلى دواء محدد التوجية؟ أم أنك تعتقدين أن ....

دنيس فوستمان: هذا سؤال ممتاز، إنه يماثل انسولين الخنزير (الأنسولين في بداية اكتشافه)، وكيف أنه انقذ الكثير من البشر. إلا أن الباحثين طوروه إلى أنسولين أفضل وأكثر فعالية. انظر إلى الحقل على مدى الخمسين عاما الماضية: فقد صنع الناس أنسولين أفضل، واجهزة مسح أفضل، وأكثر حداثة — إذن بالتأكيد نعم

المحاور: دعينا نعود لبرهة إلى خلايا الـT السيئة.

دنيس فوستمان: نعم نعم

المحاور: طيب، إذن عقار التطعيم BCG يأتي هنا. فهل هو مؤقت، يعني شيئا يتوجب عليك حقنه باستمرار ليبقى جهازك المناعي سليما دائما؟

دنيس فوستمان: عليك أن تتذكر أن تجاربنا على الفأر والتي نشرناها أظهرت أن الأمر اقتضى العلاج لمرة واحدة فقط وأشفى المرض. لكن ذالك كان بدوائين وليس واحد. فالدواء الأول استهدف خلايا T القاتلة التي التحمت بالـIslets، وأما الثاني فاستهدف خلايا T المنشأية (precursor) التي خرجت لتوها من مخ العظم. وليس لدينا حاليا عقارا نضيفه إلى عقار الـ BCG من شأنه أن يستهدف الخلايا المنشأية هذه. ولذلك فإن أحد البرامج العلمية التي شرعنا فيها في المختبر هي تحديد الأدوية الأساسية التي قد تساعدنا في هذا المسار، بمعنى هل نستطيع استحداث المفهوم الأساسي لجمهور الخلايا السيئة؟ لطالما نتوق إلى صناعة عقار جديد، لكن أحدا بعد لم يأت عبر الباب ومعه بليون دولار. نحن ننتظر، لكن لم يأت أحد بعد. لذلك لو جاء أحدهم فسنكون سعداء بصناعة المركب، ليكون العلاج علاج نهائي من مرة واحدة! لكنهم لم يعبروا الباب بعد، ولسوف نرى!

المحاور: إذن ما هو السيناريو الأمثل لعلاج الخلية بعقار BCG؟

دنيس فوستمان: إنها نوع من العملية المرحلية التدريجية مما نحن بصدد تجريبه. فهي من أندر التجارب في العالم، تحاول أن تعكس مرض السكر في البشر الذين أصيبوا بهذا المرض (ضحك). أعني لو انك نظرت إلى التجارب الموجودة على الانترنت، فأشجع التجارب تمت على المصابين حديثا جدا (ضمن مدة اسابيع من التشخيص) ولتؤكد فقط انخفاض في معدل تلف الانسولين المفرز. فقط لتظهر تغيرا في الانحراف البياني، وليس إعادة العمل للبنكرياس بشكل ايجابي. فإذا استثنيت الزراعة التي تعكس مرحليا السكر باستخدام المثبطات المناعية، فلن تجد أحدا جرب علاج المناعة بذاته على البشر المصابين بالسكر. لهذا فالتجربة حقيقة فريدة، فنحن نختار أناس مصابين لتجريب عقار الـ BCG. ونحن نستخدم عقارا أسياسيا (generic) ونحن نحاول قتل خلايا T السيئة، ولذلك هناك فرصة أن تعود البنكرياس للعمل. إنها عملية متدرجة في إعطاء الدواء، مثبتة أنه يستثير الـTNF الذي يحتاجه مرضى السكر، ثم نقوم بكل تلك الفحوصات على الدم التي نقوم بها دائما والتي تسمع بها من الناس الذين يأتون إلى هنا لنثبت أن العقار يقتل خلية T السيئة، ونحدد النافذة التي من خلالها نزيل خلية T السيئة، ونراقب استعادة البنكرياس عملها. إنها عملية علاج موجهة جدا إلى البحث في أحجام معالجة صغيرة، مبنية على آلية محددة وعلى كل فحوصات الدم هذه. إن فحوصات الدم هي الجزء الحاسم من التجربة.

المحاور: طيب؛ لدينا طن من الناس يرسلون أسئلتهم والكثير منهم – يعني، طالما نحن نقول الحقيقة، سنسألك بضعة أسئلة لوجستية. أولا: هل لديك نية في توسيع موقع التجارب خارج مدينة بوسطن، أم أنها مستقرة في بوسطن؟

دنيس فوستمان: حاليا نحن هنا (في بوسطن) لأننا نملك من المال فقط ما يسمح بالتجربة هنا. لو جاءنا من يعطينا ملايين الدولارات لإقامة مراكز أخرى، فسيكون ذلك عظيما. فهذه ليست تجربة عادية، فالأجهزة التي طورناها لفحوصات الدم غير قابلة للنقل. ولأعطيك مثالا: إحدى الأجهزة الرئيسة الكبيرة التي صممناها لعزل الخلايا وتساعدنا على تمييز خلايا T السيئة نقلناها من أحد جوانب المختبر إلى جانبه الآخر— استغرتنا عملية إعادة دوزنتها تسعة أشهر. وكما تعلم فإن أكثر الناس الذين يأتون للفحوصات هنا يعانون من خلل في خلايا T تلك. فالأمر ليس كما هو في بعض الأمراض، ولنقل سرطان الثدي مثلا، حيث 2% لديهم جين نادر لكننا لا نعرف ما الأمر في 98%. وبهذا تدرك انه ينسحب على القلة فقط. أو هي ليست زراعة الـIslets حيث 1% أو 5% من العينة ستحصل على Islets التي ستنجح عندها الزراعة لمدة طويلة. نحن نعتقد أن أكثر مصابي السكر الأول وكذلك بعض الأنواع الفرعية منه يعانون أمراضا مناعية، ولديهم نفس العيوب (ليس كما هي الحال مع سرطان الثدي). ولذلك فإذا حققنا نافذة علاجية فإن تطبيقها سيكون واسعا. ولربما لن تحتاج لتكرار عمليات فحص الدم لكي تبدأ العلاج. ومن ثم قد نستطيع تعميم الطريقة في مراكز متعددة. لكن حاليا الآن نحن نقوم بالعمل في مركز واحد. فالعملية صعبة بما فيه الكفاية في مركز واحد (ضحك).

المحاور: الناس تسأل، وأنا أحيلهم إليك

الرجل1 يسأل: لكن من الآمن أن نقول، وقد تحدثنا في هذا في شهر يناير، إن الأمر مبكر جدا— فهو ليس مؤكدا أن أحدا في هذه التجربة سيخرج منها معافى.

دنيس فوستمان: نعم، أعني أن الأمر مبكر جدا. هذه هي مرحلة الأولى من التجربة، حيث نجرب فيها جرعات صغيرة جدا جدا (جدا جدا ليست خطأ مطبعي).

الرجل1: نحن نحاول التأكد فيما إذا حدث قليلا من التغير.

دنيس فوستمان: 90% من الأدوية توقف أثناء المرحلة الأولى بسبب سميتها. ونحن في المرحلة الأولى. الآن الكل يقول: "طيب، هذا غباء. لماذا أنت في المرحلة الأولى وعلى عقار مجرب من ثمانين عاما وبأربعة بلايين جرعة؟" حسنا، إذا طلبت منك هيئة الغذاء والدواء أن تجري المرحلة الأولى عليك أن تجريها، رغم أننا لا نتوقع أن نصادف أية سمية (من سم). ولسوف ننتقل إلى المرحلة الثانية بكل راحة.

المحاور: كم تتخيلين أن تدوم المرحلة الأولى؟

دنيس فوستمان: حوالي 12-18 شهرا.

المحاور: اثني عشر شهرا أخرى! وفي نهاية الـ12-18 شهرا تريدين أن تظهري أن العوامل المقصودة قد استثيرت وتريدين أن تري شيئا من استعادة البنكرياس لعملها؟

دنيس فوستمان: حسنا، ذاك سيكون معجزة باستخدام هذا المستوى من الجرعة. لكن ما نود أن نراه هو أن كل فحوصات الدم هذه تكشف لنا أن بعض كميات خلايا T السيئة قد اختفت — حتى لو ليوم واحد! عليك أن تتذكر أن أحدا لم يستطع أبدا أن يثبت أن خلايا T السيئة اختفت مع أية علاج، وأن أحدا لم يستطع أبدا اثبات اختفاء المضادات الحيوية الذاتية من خلال أي علاج للمناعة، وأن أحدا لم يستطع أبدا أن يحصل على استثارة ما يكفي من الـ TNF. كل تلك المتغيرات الأخرى لم يستطع أحد أبدا ابرازها بأي دواء عند المصابين بالسكر رقم واحد.

المحاور: إذن المرحلة الثانية ستكون مرحلة زيادة الجرعات لتري إن كان باستطاعتك....

دنيس فوستمان: المرحلة الثانية سيتم التخطيط لها فيما بعد، فنحن نحتاج المعلومات من المرحلة الأولى. ولسوف نراقب النوافذ. شوف، إذا كنت تجري تجربة نهايتها إعادة عمل البنكرياس، فينبغي أن تتابع آلاف المرضى وتعطي آلاف الجرعات. فأنت حقيقة تحتاج مراكز فارقة تمثيلية (surrogate) من الدم قبل ذلك فقط. ونحن أجرينا كل فحوصات الدم تلك لايجاد تلك المراكز الفارقة لكي نتمكن من معرفة تأثيرات تلك الجرعات الصغيرة التي أعطيت في المرحلة الأولى.

منقول ؛ الجزء الرابع من المقابلة [ مع دينيس فوستمان ترجمة Happy

(4)

(دنيس فوستمان تابع الاجابة السابقة)


تلك التجارب تطلبت كمية هائلة من الجهد. ونحن مدينون لكل من عمل بها لأنهم عملوا بشدة والتزام. فنحن نتحدث عن متابعة الحيوانات وعن تكاليف هذه الحيونات لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر، إذ يأتي العاملون سبعة أيام في الاسبوع لفحص السكر، ولحقن الأنسولين مرتين في اليوم على مدار أسابيع وأسابيع. فالحال كانت أشبه ما تكون بعناية مركزة لهذا الفأر الصغير. ولعل هذا السبب أن أحدا لا يجري مثل هذه التجارب. لا أحد في كامل عقله سيتكبد مثل هذه التجارب، لأنك ملزم بالعناية بها على مدار الساعة سبعة أيام في الأسبوع. فالعمل هذا مكلف، والفأر يستغرق أربعة أشهر تقريبا ليصبح مصابا بالسكر، فهذه الفئران كانت في منتصف العمر وليست فتية، وبدا كما لو أن لا شيء ينفع معها.

المحاور: وهكذا كانت اكتشافا بالصدفة؟

دنيس فوستمان: في الواقع، لا أحبذ كلمة المصادفة. أنا أسمي هذا عمل جاد وشاق على مشروع موجه افضى بالتالي إلى اكتشاف طبيعي هو عودة البنكرياس للعمل (regeneration).

المحاور: حسنا، لقد كنت على الطريق الصحيح.

دنيس فوستمان: أنا أسمية علم حقيقي. لقد كنا نقوم بأكثر التجارب أهمية عند منتهى الأمر، وهذا أفضى إلى أن هذه الفئران الصغيرة حصلت على حياة سعيدة الآن، رغم أنها كانت قبل العملية في المرحلة النهائية (التي لا شفاء منها). فلقد أصبحت تلعب في القفص رغم كبر سنها. تلك المخلوقات كانت في سن الشيخوخة حسب سنين الفئران. بعد ذلك راجعنا لجنة العناية بالحيوان وطالبناهم باستئصال الكلية حيث توجد الـIslet، لنتأكد من أن السكر لن يرتفع. فقد كان العمل شاقا وعلى درجة من الخطورة أيضا. فكان بإمكاننا حقيقة أن ننهي التجربة مبكرا، وندون تقرير الأنسجة، ونثبت فقط أن الفئران اكتسبت الـIslets. غير أن ما أثبتته لنا هذه الحيوانات هو أنه حتى بعد  نزع الـIslets بقي مستوى سكرها عند الحد الطبيعي. ولذلك اكتشفنا أن البنكرياس عادت للعمل (regeneration). لم نكن لنصل إلى هذا الاكتشاف أبدا لو أننا لم نتابع الحيوانات لتلك المدة الطويلة، ولما كان باستطاعتنا أن نكمل الدائرة في الواقع ونقول: "طيب: خلونا نكون دقيقين جدا هنا ونجري التجربة النهائية، ونضع صورة جميلة للمخطوط."

المحاور: وهذا المخطوط نشرتموه في عام 2000 و...؟

دنيس فوستمان: وواحد، فقد نشرناه في عام 2001.

المحاور: طيب، ومن ثم، منذ ذلك الحين، على ماذا كان المختبر يعمل؟

دنيس فوستمان: حسنا، الأخبار السارة هي إذا كان لديك فأرا مصابا بالسكر فلدينا العلاج (ضحك). أما الأخبار السارة الأخرى هي أن هنالك تقريبا ستة مراكز عبر العالم باستطاعتها اليوم أيضا أن تشفي الفئران المصابة بالسكر. فمجتمع الفئران السكري الآن مسرور جدا وعلى استعداد للعلاج (ضحك)

المحاور: نحن مدينين لك!

دنيس فوستمان: بعد سبعة أعوام أو ثمانية، لدينا الكثير من الفئران الصحية، لكننا نحاول فعل الشيء نفسه مع البشر. فيسعدنا جدا أن نرى الكثير من السكريين سعداء. ولذلك فالهدف النهائي فيما نقوم به الآن (طالما لم يبق لدينا الكثير من الفئران المصابة) هو أن ننقل هذا المفهوم إلى البشر. وهذا حيث نحن الآن.

الرجل 1 يسأل: بالنظر إلى الماضي، دواء BCG يبدوا عقارا مرشحا للعلاج لأنك استخدمتيه مسبقا في علاج الجهاز المناعي ولعدة أسباب أخرى. لكن هل هو واحد من مجموعة أدوية اخترتيها؟

دنيس فوستمان: حسنا، لقد استخدمنا BCG لأننا كنا نعلم أن الدواء الذي نحتاجه هو في الواقع شيء يسمى TNF. فنحن نريد هذا الـTNF. لكن عليك أن تتذكر أن تطوير دواء ما مكلف بشكل غير معقول. فمعدل تطوير دواء في الولايات المتحدة يكلف بليون دولار— بليون! ومع ذلك 90% منها تفشل. ومع هذه الخلفية: ها نحن هنا لدينا مسار جديد، وفكرة جديدة، ونرغب في صناعة عقار جديد!!!!

والحال أنك في البيئة الأكاديمية (فيما يتعلق بالبحث) لا تستطيع صناعة العقار، بل عليك أن تذهب إلى شركات الصيدلة الكبرى، وتطلب منهم أن يؤسسوا ما يسمى التصنيع الجيد المجاز من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية. هذا طبعا سيستغرق خمسة أعوام ويكلف عشرة ملايين دولار لتصنيع قارورة صغيرة واحدة لك أن تستخدمها فقط على مريض واحد. وهكذا فأنت بعد خمس إلى ست سنوات وبعد أن أحرقت عشر إلى اثني عشر مليون دولار، حتى هنا أنت لا تستطيع المضي إلى علاج البشر. ثم عليك أن تجرب العقار في دراسات على القرود أو الثديات، وتدون سجل السميات عليها من خلال عقار الـ TNF ذي المصنعية الجيدة المجازة. وبعد عشرة سنوات فأنت انفقت خمسة عشر مليون دولار على المشروع، حتى تستطيع أخيرا أن تجري التجارب على الأنسان! كل ذلك بدا لنا طريقا عسيرا للمضي فيه، كما كان هناك تشككا كبيرا في إمكانية شفاء السكر في الفيران التي وصلت المرحلة النهائية.

وحقيقة لم يصدقنا أحد، فمثل هذا لم يفعله أحد من قبل، دعك من أن البنكرياس ستعاود العمل (regenerate) (ضحك). فكان المستحيل هو أن تقول إن بالامكان شفاء السكر، والأدهي من ذلك أن تقول إن البنكرياس ستعاود العمل أيضا! وفي مثل هذه البيئة من التشكيك المستقر، فكرنا بـ "من سيدعمنا"؟ وأدركنا أن التكاليف ستكون بين خمسة عشر إلى ثمانية عشر مليون دولار حتى قبل أن نصل إلى إنسان إضافة إلى مدة عشرة أعوام. بدأنا بالبحث في الأدوية الموجودة التي من تأثيراتها الجانبية استثارة الـTNF. ولما بدأنا المسح بحثا عن تلك الأدوية، وجدنا واحدا معروفا جدا وسجله خال تماما من العيوب، يسمى BCG. ويتمتع بالإجازة المصنعية الجيدة!

المحاور: وبرخص التراب!

دنيس فوستمان: نعم رخيص، وله اجرائية تصنيع متأسسة، وتناوله البشر لأكثر من 80 عاما، والجرعات المتناولة تتجاوز الأربعة بلايين جرعة (4 بليون جرعة: ليس هناك دواء مجرب مثله). فكان هذا طريقنا الأسرع إلى الجمهور البشري. مرة أخرى: عليك أن تدرك أن شركات الصيدلة لن تدعم تجربة مثل هذه لأن لديك دواءا موجودا مسبقا. فالحال تشبه لو أنك تقول "الأسبرين يشفي أمراض القلب." فأي شركة ستدعم تلك الدراسة التي ستكلف بليون دولار لتثبت جرعة الأسبرين المناسبة لعلاج أمراض القلب؟

منقول ؛ الجزء الثالث من المقابلة [ مع دينيس فوستمان ترجمة Happy

(3)


المحاور: وما هو مسار موت الخلية؟

دنيس فوستمان: لو استطعت التفكير بأن الخلية كيان حي مستقل تتشبث بالحياة، فسوف تستطيع أن ترى أن للخلايا كل أنواع المسارب داخلها وتحاول البقاء دائما. لكن إذا كانت تعاني من عيب في طرق البقاء تلك، عندها تستطيع الاعتماد على هذا العيب وتصنع من ثم عقارا يستهدف هذا الخلل. وشيئا فشيئا أدركنا أن في النوع الأول من السكر في الأنسان، كما هي الحال في الفيران (بحكم أن المختبر يستطيع المقارنة دائما) أدركنا أن للخلايا نفس التكاثر العام والسمات. وعليه ابتدأنا البحث عن طرق لقتل تلك الخلايا، ومن ثم أجرينا التجارب على الفيران لنرى ما سيحدث!

المحاور: الآن، كيف حددتي— لديكي بروتين معين هنا، فكيف استطعتي أن تنخلي كل هذه المواد لتجدي شيئا من شأنه أن يهاجم ذلك البروتين المحدد!

دنيس فوستمان: لقد أجرينا ما يعرف بالمسح (screening)، أو المسح العقاري (الدوائي). فإذا عرفت المسار تستطيع أن تجد معلومات من أعمال أخرى— هناك أناس آخرون قد اشتغلوا على هذه المسارب لأسباب متعددة.

المحاور: طيب، وماذا انتهيت إليه والذي من شأنه أن يكون فعالا؟

دنيس فوستمان: استطعنا أن نتوصل إلى طريقتين لقتل الخلايا التي أردنا تجربتها على الفيران، وبالطبع نحن كنا نجرب هذه التجارب على الفيران، بعد 18 عاما، لنرى إن كان باستطاعتنا أخيرا زرع islet تحقق النجاح في فار وصل مرحلة نهائية من السكر (المرحلة النهائية هي المرحلة التي لا شفاء منها). وعليك أن تتذكر أنه لا توجد معلومات سابقة تؤكد أن مثل هذه الزراعة ستنجح على فار حقيقي مصاب بالسكر، وليس فار مختبري اكره كيميائيا على الاصابة بالسكر.

المحاور: أي تلك الفيران التجريبية حيث تزيلون منها البنكرياس

دنيس فوستمان: تلك التي تحقنها بمحلول كيميائي يقضي على خلاياها التي تفرز الانسولين. كنا بحاجة لما نسمية الفار مكوي الحقيقي، فار اصابه داء السكر من النوع الأول نتيجة مهاجمة جهازه المناعي للبنكرياسه، فار تماثل جيناته ما يحصل للانسان. فهناك نموذج الفار الذي نشير إليه بـ NOD (المصاب بالسكر ولا يعاني السمنة) وهو يماثل السكريين من النوع الأول. لم يستطع أحد أبدا أن ينجح بزرع islet لهذا النوع من الفيران. فالطريقة الوحيدة التي ستنجح هي أن تأخذ هذا الحيوان، وتخضعه لكميات هائلة من الاشعاع، وتستبدل مخ عظمه بمخ عظم جديد. لكن مثل هذه العملية تثبت أن السكر من النوع الأول مرض مناعي، لكنها لا تثبت ما يتوجب عليك فعله.

المحاور: وانتم، إلى ماذا وصلتوا؟

دنيس فوستمان: كان هدفنا أن نجعل هذه الحيوانات تحاكي (تكون ممثلة) للبشر الذين يعانون من داء السكر، ثم نزرع فيها الـ Islet، ثم نحقنها بنوعين من الأدوية، ثم نرى إن كنا وللمرة الأولى على الأطلاق قد نجحنا في الزراعة. لقد اكتشفنا شيئا لم يكن متوقعا أبدا في هذه الحيونات: ألا وهي حقيقة أننا لم نعد بحاجة إلى زراعة الـ Islet، لأننا ما أن قضينا على الداء بسبب العقار، بدأت البنكرياس نفسها بالعودة إلى العمل (regenerated)!!! فكانت هذه هي المفاجأة الكبرى!!!

RENAL PROFILE / وضع الكلى عندي 2014م

إلهي واسع الكرم

https://on.soundcloud.com/Pydhz