الأربعاء، 24 يونيو 2020

طرق مراقبة السكر في الدم عند مرضى السكري

طرق مراقبة السكر في الدم عند مرضى السكري

الدكتور عبدالمعين الآغا
استشاري غدد صم وسكر / أطفال

نبدأ الحديث بالماضي حيث بدأ موضوع مراقبة السكر لدى مريض السكري في عام 1776م عندما بدأ الأطباء باكتشاف المرض عن طريق تذوق بول المريض المصاب فعندما يجدوه حلواً كان يُعرف أن المريض لديه سكر واستمرت هذه الطريقة لسنوات عديدة لحينما بدأت تقنية اختراع شرائط التحليل السكر عن طريق البول في عام 1900م وفي ذلك الوقت كانت بمثابة تقنية مذهلة لمعرفة النسبة التقريبية لمستوى السكر في البول .

بدأت أجهزة قياس السكر بالتصنيع منذ عام 1977م إلى وقتنا الحاضر وتقنية وتكنولوجيا صناعة الأجهزة تطورت كثيراً من حيث الحجم والدقة وكمية الدم اللتي توضع على الشريط ودقة النتائج .
أول جهاز لقياس السكر في الدم كان كبير الحجم فكان حجمه بحجم الراديو وكان يأخذ كمية كبيرة من الدم ودقة النتائج لم تكن دقيقة ولكن بفضل الله تعالى هذه التقنية قد تطورت يوم بعد يوم والآن نجد الكثير من الشركات المُنتجة لأجهزة قياس السكر وهي صغيرة الحجم ودقيقة في القياس وتأخذ كمية بسيطة من الدم وخفيفة في الحمل من مكان لآخر .

والجدير بالذكر أن هذه الأجهزة تقيس السكر في الدم كاملا واللذي يختلف عن قياس السكر في بلازما الدم في المختبرات وليس في الدم كاملا . معروف أن السكر في الدم يكون 10-15% أقل عن السكر في البلازما لذلك يكون هنالك اختلاف بسيط ما بين قياس السكر في أجهزة السكر والمختبرات ، فالمختبرات عادة تكون في بلازما الدم وهي 10-15% أكثر ارتفاعاً ، لذلك حقيقةً يجب التنبيه لذلك...  كمية الدم المستخدمة في قياس السكر في الأجهزة المتواجدة حالياً تتراوح من 0.3 مايكوليتر الى 3 مايكوليتر وتستغرق 5 ثواني هذه الأجهزة لظهور نتيجة تحليل السكر هذه الأجهزة متواجدة في كل مكان وأصبح كل مريض سكر لابد أن يكون له جهاز موجود لديه في المنزل وآخر في العمل بحيث أنه يراقب دائما مستوى السكر في الدم ولا يكتفي بالأعراض فالأعراض ليست دائما متواجدة فعلى سبيل المثال لا يُكتفى بالتحليل عندما يشعر بالهبوط أو الإرتفاع فهذا غير صحيح .

تختلف عدد مرات تحليل السكر في هذه الأجهزة للشخص المصاب بالسكر على حسب نوعه فالنوع الأول من داء السكر يحتاج الكثير من التحاليل المنزلية يوميا بعكس النوع الثاني من داء السكر وخصوصا اللذين يتناولون الأقراص فهم بحاجة يوميا إلى تحاليل أقل من التحاليل المستخدمة لمريض السكر اللذي يتناول الانسولين أقل شيء 4 مرات يوميا قبل الفطور وقبل الغداء وقبل العشاء وقبل النوم .

ويفضل أن يزيد المريض عن هذه الأربعة تحاليل على سبيل المثال أن يكون هناك تحاليل ساعتين بعد الأكل للتأكد من نسبة السكر بعد الوجبات الغذائية

أول جهاز تحليل لسكر الدم كان بحجم كبير .

الدراسات أثبتت أن مريض السكر اللذي يحلل يوميا أكثر من 4-6 مرات وأكثر يكون نسبة انتظام السكر لديهم وخصوصا معدل السكر التراكمي يكون أفضل بكثير من هؤلاء الأشخاص اللذين لا يحللون بشكل منتظم أو يحللون بشكل منتظم ولكن عدد التحاليل تكون أقل من 4 تحاليل يوميا مما ينعكس على نسبة تحكم السكر في الدم .
هناك بعض الأخطاء اللتي يجب التنبيه عليها عند قياس السكر في هذه الأجهزة ويجب الإرشاد لها لذلك على سبيل المثال يجب التأكد من أن صلاحية أشرطة السكر المستخدمة في الأجهزة لازالت مستمرة وأنها صالحة للإستخدام ويجب متابعة تاريخ هذه الأشرطة المسجلة على نفس علبة الشريط كذلك يجب التأكد من أن في كل علبة يوجد الكود الخاص بهذه الأشرطة

وبالتالي عندما يفتح المريض علبة جديدة من الأشرطة لابد أن يغير الكود في الجهاز ولكن بعض الأجهزة الحديثة لا تحتاج الى كود ، كذلك لابد أن يتأكد المريض من ألا يترك علبة الأشرطة والجهاز في مكان رطبب فيه رطوبة أو حرارة فعلى سبيل المثال مدينة جدة الجو فيها حار ورطب فلا يمكن للمريض أن يترك هذه الأشرطة في مكان حار أو رطب مما يؤثر على تحليل السكر فيجب عليه أن يكون في مكان مكيف مبرد بحيث يكون التحليل سليماً ، كذلك من الأشياء المهمة التفادي أن يترك جهاز تحليل السكر في السيارة خصوصا في الجو الحار مما يؤدي الى تلف هذه  الأشرطة وعدم صحة قراءة التحاليل وبالتالي لربما المريض يعاني من عدم دقة التحاليل في هذا الجهاز بسبب أنه ترك هذا الجهاز في السيارة أو في مكان حار ، كذلك يُنصح بغسل اليدين بالماء والصابون بالماء الدافىء قبل التحليل وتفادي استخدام الكحول ( المسحات الطبية الكحولية ) وذلك قد يؤدي الى عدم صحة قراءة تحليل السكر والأفضل غسل اليدين بالماء و الصابون بالماء الدافىء وتنشيفهما وبعد ذلك إجراء التحليل .

كذلك من الأشياء الشائعة أن تكون كمية الدم قليلة جداً على شريط تحليل السكر ما يؤدي الى عدم صحة قراءة السكر ، فكمية الدم لا بد أن تكون كمية كافية من أجل أن تكون القراءة صحيحة ، والتأكد من البطارية في الجهاز فبطارية الجهاز الضعيفة تعطي قراءات للجهاز غير صحيحة ، وكذلك المريض عندما يضع الشريط في جهازه يجب أن يضع نقطة الدم مباشرةً وكل تأخير في وضع نقطة الدم يؤدي الى القراءة الغير سليمة . الأماكن اللتي يجب على المريض استخدامها في التحليل هي أصابع اليدين حيث أن الأماكن الأخرى في التحليل على سبيل المثال ساعد اليد أو في أماكن أخرى يكون هناك عدم دقة في التحليل والقراءات لا تكون صحيحة مثل استخدام أصابع اليد ويجب التنبيه أن مريض السكر يجب عليه استخدام مرطبات الجلد المنتشرة في الأسواق تكون دائما في منزله يستخدمها على يديه من أجل أن يحمي اليدين من آثار التحاليل اليومية في أصابع اليد ، وطبعا هنالك أماكن أخرى مثل الساعدين و الفخذين والساقين وأصابع الرجلين هذه الأماكن ممكن استخدامها ولكن دقتها ليست بشكل صحيح مثل أصابع اليدين .

هنالك بعض الإرشادات اللتي يجب أن نبدي اليها أن المريض أو الطفل اللذي يعاني من داء السكر يجب عليه التحليل المستمر ولكن في بعض الأحيان يكون هناك عدم مراقبة من الأهالي لتحاليل الطفل والإعتماد عليه حيث يقولون أن هذا الطفل أصبح شابا أو البنت أصبحت شابةً فكيف نتابعهم وهم قد أصبحوا كباراً فنحن نقول أن متابعة الأهالي لأولادهم وبناتهم تستمر حتى لو أصبحوا كبارا وذلك لأنه لابد أن يكون هناك تشجيع وتحفيز لهم من أجل الإنتظام في عملية تحليل السكر .

 الأجهزة الحديثة كذلك مزودة ببرامج كمبيوتر ممكن أن تنزل جميع القراءت من الجهاز إلى الكمبيوتر والكمبيوتر يقوم بعمل رسم بياني لهذه القراءات وطباعتها وتقديمها للطبيب من أجل رؤية حسنة .

السكر التراكمي كذلك من التحاليل المهمة اللتي يجب على كل مريض سكر أن يطلب من الطبيب عمل فحص السكر التراكمي من شهرين الى 3 شهور وهذا السكر التراكمي هو حقيقة اللذي يرشد الطبيب الى وضعية انتظام السكر لدى هذا الطفل ولدى المريض هل هو منتظم أم لا ؟!

الدراسات العالمية أثبتت أن السكر التراكمي مهم جداً من أجل الحكم على انتظام السكر فعلى سبيل المثال الدراسات العِلمية أثبتت أن السكر التراكمي أقل من 7% وهناك بعض الدراسات تثبت أن أقل من 6.5% تكون عنده نسبة المضاعفات قليلة جداً  في المصاب بداء السكري . ولكن الأطفال يختلفون عن البالغين فالأطفال الصغار دون عمر السادسة يقبل منهم سكر تراكمي 8-8.5% والأطفال ما بين عمر 6-12 سنة يقبل نسبة سكر تراكمي أقل من 7% ، أما الأطفال فوق 12 سنة يقبل مث ما ذكرا مثلهم مثل البالغين تقبل نسبة أقل من 7 % أو 6% هذه نسبة السكر التراكمي مهمة جداً من أجل انتظام السكر .

هنالك بعض الأجهزة اللتي تقيس السكر من دون وخز الابرة وبالتالي لربما يستحسنها بعض الأطفال رحمة من عدم وخزهم فعلى سبيل المثال ساعة السكر اللتي انتشرت منذ فترة 10-12 سنة . هذه أثبتت الدراسات العِلمية بأنها غير دقيقة وأنها تتأثر بعوامل الحرارة والعرق و وجود أشعة في الجلد مما يؤدي الى عدم دقة قراءاتها .



حديثا يوجد حساس السكر اللذي يقيس السكر بشكل منتظم على مدار 24 ساعة ويكون هذا الحساس يوضع تحت الجلد كإبرة صغيرة بلاستيكية يكون بها الحساس ، وهذا الحساس يغير من فترة 3-7 أيام على حسب الشركة المنتجة له وتكون دقته دقيقة جدا مثلها مثل دقة تحاليل السكر المخبرية وهذه الحساسات بدأت تنتشر في جميع أنحاء العالم بما فيها المملكة العربية السعودية حيث أن هذه حساسات السكر اللتي تثبت تحت الجلد موجودة حاليا ولكن للأسف أنها باهظة الثمن .

ولكن لها ميزات عديدة منها قياس السكر كل 5 دقائق ومنها أن ترحم الطفل أو الشخص المصاب من كثرة التحاليل و وخزة الإبر وبالإضافة إلى ذلك الجهاز اللذي يتعامل مع هذا الحساس يظهر القراءات كل 5 دقائق وتظهر على شاشة الجهاز مما يكون لدى الأهل ولدى الطفل خلفية كبيرة عن وضع السكر على مدار الـ 24 ساعة ، كذلك يوجد جهاز إنذار لهذا المرفق للحساس فعند انخفاض السكر أو ارتفاع السكر يعطي جرسا إنذاريا مما ينبه الطفل وأهله عن انخفاض السكر أو ارتفاعه وبالتالي يحمي الطفل من الإنخفاضات والإرتفاعات وبعد ذلك عندما يفصل الطفل هذا الحساس هنالك إمكانية حفظ جميع القراءات اللتي أجريت على مدار الأسابيع على جهاز الكمبيوتر ومن ثم قيام جهاز الكمبيوتر بتحليلها ورسمها رسما بيانيا وثم طباعتها وعند إحضارها للطبيب المعالج تكون مراقبة السكر خلال تلك الفترة واضحة جدا مما يعين الطبيب بإذن الله على تغيير الجرعات لهذا الطفل وبالتالي تحسن مستوى السكر وانتظامه في الدم .

هذه الأجهزة أدت الى تحسن أداء انتظام السكر وقلة مضاعفات السكر وأثبتت التجارب والدراسات أن الأطفال أو الأشخاص اللذين يستخدمون حساس السكر يكون انتظام سكرهم بشكل أفضل بكثير عن اللذين يستخدمون الأجهزة الحالية .

يدرس العلماء حاليا تطوير تقنية وتكنولوجيا تحاليل السكر فهناك استخدامات كثيرة لتكنولوجيا النانو في الطب بم يرمز لها بالإنجليزية Nanomedicine ,hsj واستخدام النانو ميديسين لمرضى السكر أصبح موجودا في الأبحاث فعلى سبيل المثال هنالك اتجاه كبير لاستخدام حساس سكر بحجم النانو وهو جزء من المليون بحيث يكون مثل الذرة فهذا الحساس يوضع تحت الجلد وحجمه بحجم الذرة لا يُرى ويقرأ قراءات السكر ويتعامل مع جهاز خارجي تظهر عليه جميع القراءات وجميع ماذكرناه بالنسبة للحساس الحالي. ولكن الحساس بحجم الإبرة تقريبا من 2-3 سم أما تقنية النانو سيكون حجمه جزء من مليون وهو مثل الذرة لا يُرى ولا يحس به المريض وتكون دقة قراءاته جميلة ، كذلك هذا الحساس المستخدم في تجارب النانو ربما يوضع كذلك في جل وهذا الجل يُوضع في عدسة مثل عدسة العين والمريض يضعها على العين مثل العدسات اللاصقة وتكون بداخلها هذا الحساس ويقيس السكر عن طريق قرنية العين وبالتالي المريض لا يحتاج الى أي وخز بالابر وعلى مدار الـ 24 ساعة وهي الآن في المراحل الأخيرة من التجارب .

من أجل ذلك وختاما للموضوع تقنية قياس السكر ومعرفة مستوى السكر في الدم والبول بدأت من أن يذوق الطبيب طعم البول إلى تكنولوجيا النانو اللتي سوف تكون مُبهرة لجميع مرضى السكر وسوف تظهر النتائج في القريب العاجل .
نأمل للجميع الشفاء والعون وشكرا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

RENAL PROFILE / وضع الكلى عندي 2014م

إلهي واسع الكرم

https://on.soundcloud.com/Pydhz