الجمعة، 26 يونيو 2020

الإعتلال الشبكي في مرضى السكري / علي هندي الغامدي .

الإعتلال الشبكي الناتج عن الإصابة بمرض السكري واللذي يعد من أحد الأسباب الرئيسية في ضعف البصر وفقدانه للأشخاص في المرحلة العمرية من 20 - 65 عام .

الإعتلال الشبكي ينتج عن اضطراب يحدث في العين حيث تصاب فيه الأوعية الدموية الدقيقة اللتي تقوم بتغذية الشبكية بالضعفو الإنهيار ، وتعتبر الشبكية في غاية الأهمية بالنسبة لعملية الإبصار وهي تشابه الى حد ما الفيلم الحساس بالنسبة لآلة التصوير حيث تستقبل الصورة ثم يتم تظهيرها في المخ .
ويتم امدادها بالاكسوجين و العناصر المغذية الأخرى عن طريق الأوعية الدموية ، وهذه الأوعية الدموية تصاب بالتورم و الانتفاخ وتتسرب منها السوائل والمواد البروتينية و الدهنية وتنزِف وقد تنمو نمواً غير طبيعي أو أنها تنغلق تماما وذلك عند الإصابة الشديدة بالإعتلال الشبكي.

الأشخاص الأكثر عرضةً للخطر :


 يعتبر اعتلال الشبكية الناتج عن الإصابة بمرض السكري أحد المضاعفات المصاحبة لاضطرابات الدورة الدموية العامة واللتي تصيب الأشخاص اللذين يعانون من مرض السكري على مدى عدة سنوات ، وهناك بعض العوامل اللتي تزيد من فرصة اصابة الشبكية منها :

-
مدة الإصابة : كلما طالت اصابة المريض بالسكري ، كلما زاد خطر الإصابة باعتلال الشبكية ، وإن ما نسبته 60% من هؤلاء الأشخاص اللذين يعانون من مرض السكري لمدة 15 عاما أو أكثر ، لديهم تلف بالأوعية الدموية الى حد ما .
لكن من بين هؤلاء 5% فقط هم اللذين يحدث لهم أخطر النتائج الخاصة بهذا المرض وهي انخفاض حاد في القدرة على الإبصار أو حتى فقدان البصر تماما ...

- ارتفاع ضغط الدم .
- الإعتلال الكلوي .
- حدوث الحمل في مريضات السكري ( النوع الأول )


كيف نتجنب مخاطر الاعتلال الشبكي ؟

- الحرص على تنظيم نسبة السكر بالدم .
- الحرص على تنظيم ضغط الدم .- العلاج المبكر لاعتلال الشبكية من شأنه تحسين فرص إمكانية تجنب الإصابة بتدني البصر .- ينبغي على كل مريض بالسكري اعطاء مرضه العاية الفائقة و الرعاية الطبية من قبل الطبيب اللذي يتابع علاجه ، كما ينبغي عليه أيضا مراجعة طبيب العيون بشكل دوري ولو قبل ظهور أية أعراض متعلقة بالقدرة على الإبصار .

مراحل تطور المرض 

في المراحل الأولى لمرض الإعتلال الشبكي الناتج عن الإصابة بالسكري تتورم الأوعية الدموية وأحيانا تنتفخ وقد تتسرب السوائل من الأوعية وهذه السوائل المتسربة تتجمع في الشبكية و تؤثر على الرؤية .
وعلى الرغم من أن هذه السوائل تتلاشى من تلقاء نفسها في معظم الأحيان إلا أنها تترك أحيانا آثاراً دهنية في مكانها واللتي لها أيضا تأثير على الرؤية . وقد يتطور ذلك الأمر بعد مرور بعض الوقت الى نزف الأوعية الدموية داخل الشبكية .
وفي أخطر مراحل المرض تنغلق هذه الأوعية الدموية الصغيرة تماما ويعتبر هذا مؤشراً على نمو أوعية دموية أخرى ولكن غير طبيعية و لا يكون بمقدور هذه الأوعِية الجديدة والغير طبيعية القيام بتغذية الشبكية وتكون هذه الأوعية ضعيفة جداً لدرجة أنها تبدأ بالنزف مسببة بقع معتمة في مجال الرؤية للشخص المصاب أو تكوين سحابة على مجال الرؤية .
وعند انفجار الوعاء الدموي ، فإن ذلك من شأنه أن يؤدي الى تكو أنسجة متشعبة متمددة تؤدي بدورها الى تقلص الجسم الزجاجي واللذي بدوره يقوم بجذب الشبكية مما قد يؤدي الى تمزيقها أو انفصالها وينتج عن ذلك فقد حاد في القدرة على الإبصار وربما فقدانه تماماً . كما أن تلك الأوعية الدموية قد تنمو في الخزانة الأمامية للعين وفوق سطح القزحية وفي زاوية العين اللتي يتم من خلالها تسرب السوائل الزائدة من داخل العين مما قد يؤدي الى ارتفاع في ضغط العين ( الجلوكوما) الثانوية وهو من أصعب أنواع المياه الزرقاء اللتي يستعصي علاجها .



 
الوقت المناسب للفحص الدوري للشبكية :

1- النوع الأول من السكري: إذا كان عمر المريض عشر سنوات أو أكثر يتم عمل فحص للشبكية في خلال الخمس سنوات الأولى من الإصابة ثم بعد ذلك مرة سنوياً .
2- النوع الثاني من السكري: يتم الفحص الشبكي عند اكتشاف المرض ، ثم بعد ذلك مرة سنويا إلا في بعض الحالات يّذكر منها :

1- الفحص السنوي عموما لا يوصى به للأشخاص المصابين بالنوع الأول من السكري ضمن الخمس سنوات الأولى من التشخيص أو قبل عمر عشرة سنوات .
2-الأشخاص المصابين بالنوع الثاني من السكري ربما يحتاجون لفحص الشبكية وليس بالضرورة سنويا

إذا اجتمعت المتطلبات التالية معاً :

* إذا كانت مستويات الهيموجلوبين ( A1C ) ضمن واحد بالمائة من الوضع الطبيعي ( هذه تفترض بأن A1C قيست مستوياته ضمن الشهور الستة الأخيرة ).
* إذا تم السيطرة على ضغط الدم بشكل ثابت أقل من 130/80 ملم زئبقي .
* إذا أفاد فحص الشبكية في السنة السابقة عن عدم وجود اعتلال شبكي .

3- إذا كانت مدة الإصابة بالسكري أكثر من عشر سنوات يكون الفحص كل ستة أشهر .
4- في حالات فقد أحد العينين يتم فحص العين السليمة كل ستة أشهر .


العلاج :

تعتبر أكثر طرق علاج مرض اعتلال الشبكية واللذي يهدد القدرة على الإبصار هي طريقة الكي  ويتم ذلك عن طريق استخدام حزمة مركزة من الأشعة - وغالبا ما تكون أشعة الليزر - وذلك لـِ لحام أو غلق المنطقة اللتي تتسرب منها السوائل في الأوعية الدموية وكذلك الأنسجة الهشة أو الممزقة في الشبكية وتستخدم هذه الأشعة أيضاً لإيقاف نمو الأوعية الدموية الغير طبيغية و العديمة الفائدة .كما أن هناك طريقة لعلاج الحالات المتقدمة لمرضى الإعتلال الشبكي اللذي  يصاحبه نزف حاد و مستمر في الأوعية الدموية وهي ما يطلق عليه استئصال الجسم الزجاجي ويتم بموجب هذا الاسلوب استخدام أداة دقيقة لإزالة مخلفات وآثار الدماء والأنسجة الغير طبيعية ثم استخراجها عن طريق الشفط ، لكن هذا الإجراء ليس مناسباً لجميع المرضى اللذين يعانون من هذه الحالات .




وبغية إيجاد القواعد اللتي سيتم وفقا لها اتخاذ هذه الإجراءات الوقائية ، يستمر العلماء الطبيون حاليا في العمل نحو ايجاد مفهوم جديد لطرق معالجة أمراض السكر نفسها وذلك من شأنه أن يوفر المدخل الحقيقي للوقاية من مضاعفات الإصابة به بم في ذلك اعتلال الشبكية . ومع ذلك فإن التشخيص والاكتشاف المبكر لاعتلال الشبكية وكذلك الملاحظة المستمرة من قبل أخصائي العيون هي الأهداف الرئيسية اللتي ينبغي توخيها لعلاج كافة مضاعفات أمراض السكر في العين .








الدكتور علي هندي الغامدي 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

RENAL PROFILE / وضع الكلى عندي 2014م

إلهي واسع الكرم

https://on.soundcloud.com/Pydhz