الأربعاء، 13 أبريل 2016

تابع المضاعفات : أثر مرض السكر على الأوعية الدموية { الذبـحة الصدرية ؛ جلطة القلب ؛ تصلب شرايين المخ ؛ ضعف دوران الدم بالأطراف

الذبـحة الصدرية :

كما ذكرنا فإن عضلة القلب هي ينبوع الحياة بالنسبة للانسان بهبة من الله سبحانه وتعالى ، فصدق رسول صلى الله عليه وسلم حين قال : " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلُحت صلُح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب " وحتى يستمر القلب في أداء وظيفته على أكمل وجه فإنه يحتاج الى الاوكسجين والغذاء كغيره من سائر أعضاء الجسم والشرايين اللتي تقوم بهذه الوظيفة الهامة ( امداده بالأوكسجين والغذاء اللازمين ) تسمى بالشرايين التاجية وفي حالة تصلب هذه الشرايين ، فإنها تفقد مرونتها فلا يمكنها التمدد أثناء مرور الدم خلالها كما يضيق ممر الدماء بها لتراكم الدهون فلا تستقبل عضلة القلب الكمية الكافية من الدم لها وفي نفس الوقت لا تستطيع العضلة التخلص من فضلات المواد الناتجة عن العمليات الكيميائية المختلفة وأنه من الممكن أن يصل الدم والأوكسجين بشكل عادي الى القلب في فترات الراحة و الاسترخاء ولكن مع بذل أي مجهود عضلي بسيط لا يمكن أن تصل نفس الكمية حيث يحتاج القلب كميات زائدة من الغذاء مما يؤدي الى الاحساس بآلام حادة في الصدر وهو ما يطلق عليه الذبحة الصدرية أما المرض نفسه فيُعرف بقصور الشريان التاجيIHD = Ischaemic heart disease ويتميز ذا الألم عن غيره من الآلام بالخواص الآتية :

يشعر المريض بالألم في منطقة منتصف الصدر خلف عِظام منتصف الصدر فيشعر بثقل أو وخز وقد يمتد الى الذراع اليسرى و العنق وفم المعدة . غالباً ما يداهم المريض مع أي مجهود عضلي ويزول تدريجياً مع الامتثال الى الراحة ( وقد يصاب به نتيجة لنوبة برد شديدة أو مع التوتر العصبي أو بعد تناول وجبة دسمة ) .
يستغرق عدة دقائق وقد يصل الى نِصف ساعة .
وفي هذه الحالة يجب على المريض اجراء رسم القلب الكهربائي ECG ومن الأفضل أن يكون مع حدوث مجهود حتى يتضح قصور الشرايين وفي هذه الحالة على المريض أن يتجنب الأٍباب اللتي أدت لاصابته بالذبحة الصدرية فيقلل من وزنه و لا يكثِر من تناول الدهنيات خاصةً المشبعة ويمتنع عن التدخين و لا يترك نفسه فريسة للقلق العصبي وأهم شيء أن يضبط نسبة السكر بالدم .

جلطة القلب : 

هي حالة متطورة لحالة الذبحة الصدرية حيث تعرف بنفس آلام الذبحة الصدرية ولكنها تستمر لفترة طويلة ولا تزول بالراحة و الاسترخاء ويصحبها سرعة في نبضات القلب مع هبوط في ضغط الدم وكتمه في النفس وغزارة العرق وجلطة القلب تعني عدم وصول الدم الى جزء من عضلة القلب تماما نتيجة الانسداد تام بإحدى الشرايين التاجية الرئيسية أو الفرعية وتسمى بـِ ( Myocardial Infarction ) ويحتاج المريض في هذه الحالة لدخول المستشفى تحت رعاية مكثفة و يتناول مسكنات للألم قوية المفعول مع مانعات التجلط لتجنب حدوث جلطات جديدة .

تصلب شرايين المخ :

مع ارتفاع نسبة السكر في الدم لفترات طويلة تنتج تصلب شرايين عامة في الجسم فإذا وصلت الى تصلب الشرايين المغذية للمخ فإن تيار الدم الآتي اليه يضعف وبالتالي لا يتمكن المخ من القيام بوظائفه فتظهر على الشخص بعض الأعراض الغير طبيعية منها سُرعة الغضب ، ضعف الذاكرة فيتذكر الأحداث البعيدة وينسى القريبة ، صعوبة التركيز ، الإصابة بنوبات من عدم الاتزان ، رعشة في أصابع اليدين ، زغللة في العينين .
وقد يتطور الأمر فيتعرض المريض الى شلل دائم وغالباً ما يصاب النصف الطولي للجسم الأيمن أو الأيسر ( شلل نِصفي ) وذلك بسبب انسداد أحد شرايين المخ الرئيسية نتيجة جلطة دموية وهو ما يسمى بـ Cerebral Thrombosis قد تؤدي الى توقف وصول الدم الى الجزء المسؤول عن الحركة و الإحساس في الساق والذراع المصابين .
وربما يصاب جزء من الجسم بالجلطة كجلطة القلب ثم ينفصل جزء صغير عن هذه الجلطة ويصل الى المخ عن طريق تيار الدم فيسبب جلطة أخرى للمخ وتسمى Cerebral embolism وفي الشلل الدائم تكون الجلطة صلبة وصعبة الذوبان بمضادات التجلط وأحيانا تكون الجلطة بسيطة وبشكل مؤقت وقابلة للذوبان بموانع التجلط مثل الهيبارين فيظهر الشلل ولكنه يزول بعد 24 ساعة و لا يتسبب في تلف دائم للمنطقة المصابة .
واذا صاحب تصلب الشرايين ارتفاع شديد في ضغط الدم فهناك احتمال حدوث نزيف دموي حاد من أحد الشرايين المتصلة ويسمى هذا النزيف بالنزيف المخي Cerebral haemorrhage لذا يجب على المريض أن يتجنب ارتفاع ضغط الدم بشكل فجائي فلا يُكثر من تناول الملح أو الأطعمة المملحة ويكرر قياس ضغط الدم من فترة لأخرى وإذا أصيب بالشلل بالفعل فإن الأشعة المقطعية بالكمبيوتر على المخ تكون مفيدة في هذه الحالة .

ضعف دوران الدم بالأطراف :

نتيجة لتصلب الشرايين المغذية للأطراف فإن كمية الدم الواصلة لهما تقل ويظهر على المريض أعراض ضعف الدورة الدموية الطرفية خاصة بالنسبة للقدمين فينتج عن ذلك :

1 القدم الباردة: فالقدم الباردة باستمرار بالرغم من تدفئتهما وتظهر بيضاء عند رفعها لأعلى ومزرقة عند الجلوس أو الوقوف لمدة طوية ، يصعب التئام أي جرح بها .

2 آلام الساقين أثناء المشي: عند السير لمدة طويلة يشعر المريض بالآلام عد الردفين والفخذين وسمانة الرجل وتزول بالامتثال الى الراحة ولكن بزيادة تصلب الشرايين فإنها تستمر حتى أثناء الراحة .

3 الأصابع السوداء: إذا ما انسدت أحد الشرايين بالساق تماماً يؤدي ذلك الى انقطاع وصول الدم الى الجزء المصاب تماماً ، لذا فمن الممكن أ تسود أصابع القدمين أو بعضها أو أحدها وذلك يعني موت العضو لعدم وصول الدم اليه Finger Gangrene
وعلى المريض أن يتجنب الأسباب المؤدية لضعف الدورة الدموية الطرفية كالإبتعاد عن التدخين ، ضبط نسبة السكر بالدم وعدم تناول الدهون وضبط ضغط الدم . وعليه أيضا أن يساعد على تنشيط الدورة الدموية الطرفية بتدليك القدمين من آن لآخر و المشي لمدة نِصف ساعة يوميا وتدفئة القدمين في الجو البارد مع العناية الخاصة بهما .

يتبع ...

المصدر post-8862-0-59604800-1448144289_thumb.jp د.عزيزة علـي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

RENAL PROFILE / وضع الكلى عندي 2014م

إلهي واسع الكرم

https://on.soundcloud.com/Pydhz