لا يوجد شيء في الحياة أصعب من أنك تريد الأفضل لأطفالك ولن تدخر وسعا لحمايتهم. إن ذلك مصدر فرح رائع وببعض الأوقات، مصدر ألم أيضا . إن آباء الأطفال المصابين بمرض مزمن يدركون جيدا ذلك الفرح وتلك الآلام. إنه لمريع أن تعلم أن أحد أطفالك مصاب بمرض خطير حتى وان كان قابلا للعلاج ولسوف تشعر برغبة قوية في تخليص طفلك مما ألم به من ضرر وأذى وسيصاحب ذلك شعور بالذنب ، غير منطقي ولكنه مؤلم وقوي .
وفقدان للثقة بالنفس :
هل أنا أب ( أو أم ) صالح بما فيه الكفاية لمساعدة طفلي في محنته تلك ؟
سيتغير دورك في رعاية طفلك المصاب بالسكر ومساعدته على التعامل مع مرضه بتغير طفلك ذاته على مدار الوقت
رغم ذلك ستبقى بعض الإرشادات الواجب اتباعها خلال جميع مراحل نمو طفلك ...
احتفظ بزواجك قويا
قد لا تلتفت لذلك الأمر أثناء انشغالك بأمر طفلك لكن صحتك النفسية والعاطفية أمر ضروري لحسن نمو طفلك
أنت وزوجك مسئولان ولكما الحق في القيام بما يلزم للاحتفاظ بقوة وثبات علاقتكما الزوجية .
إنها لوصفة مفيدة لكل زوجين :لا تتجاهلا احتياجاتكما الذاتية ولا تتباعدا .!
لا تلُم نفسك
عليك بالسعي وراء المعلومات
سل نصيحة وعون غيرك من آباء مرضى السكر
لاتحاول القيام بذلك بمفردك .
إن اعتادت أسرتك على تناول وجبات ذات محتوى عال من السكر والدهن بشكل لايلائم مريضا بالسكر فعليك بالتفكير حينئذ في اجراء بعض التعديل بقوائمكم الغذائية... لايمكنك بالطبع حرمان أطفالك بشكل تام من تناول الحلوى ولكن يمكنك اتخاذ بعض الخطوات لتوفير نظام غذائي أفضل لأطفالك ، دون أن يشعر طفلك المريض بالسكر بالحرمان .
لايجب حرمان أطفالك جميعا متعة الطعام لمجرد اصابة أحدهم بداء السكر .
ولكن يمكن إجراء تعديل بإجمالي مايتم تناوله من سكريات وتقديم بدائل صحية أفضل . وبالوقت الحالي تأكد من قدرتك على احداث توازن بين كل من الانسولين والطعام بما يسمح لطفلك المريض بالسكر أن يتناول طعامه كطفل عادي على الأقل ببعض المناسبات .
تحدث إلى مثقف مرضى السكر وأخصائي التغذية حول البدائل الصحية لما تفضله أسرتك من أطباق ووجبات.فكأنك توجه رسالة لطفلك بأن مشاكله ليست حقيقية أو بذات أهمية وقد يدفعه ذلك الى اللامبالاة .
وحال ظهور المشاعر السلبية ، أنصت برفق وأخبر طفلك بما قد يكون عليه التعامل مع مرض السكر من صعوبة . قد يكفي ذلك ، إلا أنه ببعض الأحيان قد يلزم اشراك طفلك في حل مشاكله . سلهُ ما يجب عليك فعله لجعل الأمور أفضل .
من الطبيعي أن تدفعك غريزتك الأبوية لبذل ما تستطيع لأجل حِماية طفلك من أي طارِىء ، أو تدهور بمرض السكر أو مضاعفات .
ولكن دورك الحقيقي كأب هو أن تُحدِث توازناً بين استغراقك في التحكم بمرض طفلك ودعم استقلاله .
سيساعدك في ذلك بعض الإرشاد والتوصية من معالجي طفلك ، ومن آباء آخرين لأطفال مرضى بالسكر . وستتمكن حينئذ من تقييم مدى مسولية طفلك حِيال مرضه بكل مرحلة من مراحل نموه وتطوره
وكما ذكرنا سابقا ، سيحتاج طفلك للتعامل مع مرضه بالسكر طيلة حياته وضروري أن يتعلم خطوة بخطوة أنه إن عاجلا أو آجلا سيصبح مسئولا كلية عن تحقيق أهداف علاجه من داء السكر .
حمايتك المفرطة لطفلك ، تجاهلك لبعض هفواته المتعلقة برعايته لذاته ومحاولتك الدائمة لكل ما يلزمه كل ذلك قد يشعره بالعجز وقد تفقده الثقة بالنفس.. ليس ذلك بتدريب جيد لمن يفترض أن يتعامل بكفاءة مع مرضه بالسكر .. وقد يلجأ طفلك أحيانا لتعويض ذلك العجز و إثبات قدراته من خلال تجاهله أو تخريبه لعلاجه ..
أنت منغمس اذن في أمر طفلك . بعض الأيام أفضل من غيرِها . والتحكم بمستويات الجلوكوز لطفلك أفضل في أيام عن غيرها .
ولكن فكر في طفلك أولاً كطفل ، وثانيا كطفل مصاب بداء لسكر .
يجب أن تتقبل طفلك ، وتحبه وترشده دائما وكأنما لم يصبه داء السكر .
لا تنس أن تمنح نفسك شعورا بالرضا عما تقدمه كأب ، ليس هدفنا الكمال وإنما المساندة بقدر المستطاع .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق