مرض السكر والطب البديل
الفصل 10: الدليل غير الرسمي كيف تتعايش مع مرض السكري ؟
في عام 1990 ، أنفق الأمريكيون 13.7 بليون دولار على الطب البديل Alternative Medicine وأوضحت نتائج المسح الشامل المنشورة عام 1993 بـ مجلة نيوانجلند الطبية ، أن معظم هذا المبلغ قد أتى مباشرة من جيوب المرضى .
عام 1992، أسست المعاهد القومية للصحة إدارة الطب البديل . والهدف هو مساندة وبحث كل من وسائل العلاج بالطب البديل والطب الشمولي . تساند هذه الإدارة ما تقوم به كل من مدرسة هارفارد الطبية وجامعتي كولومبيا و ستانفورد من أبحاث حول هذا الموضوع :
عام 1996 ، خصص جزء من الــ1.4 مليون دولار ( المخصصين لعلاج مستحقي التأمين الصحي في خطط أكسفورد الطبية ) لتغطية تكاليف العلاج بالوخز الإبري ، العلاج بالتدليك ، اليوجا ، استشارة أخصائي التغذية ، المعالجة بالطبيعة ، و المعالجة اليدوية .
يتضح مما سبق أننا مقبلون على عهد طبي جديد ، لن يتم الاستغناء فيه عن العلاج الطبي القياسي أو التقليدي conventional medicine ( حيث أن هذا الأمر غير محتمل و غير ضروري ) ، ولكنه عصر سيُساند فيه العلاج التقليدي بالوسائل البديلة .
والحقيقة أن أمر الطب البديل يتم بحثه بطريقة علمية حتى صار قريباً للطب الأمريكي التقليدي traditional medicine ( أو ما يطلق عليه أحياناً المداواة المغايرة أو الطب الألوباثي Allopathic medicine ) يتم تعريف الطب البديل غالباً على أنه هيكل من ممارسات علاجية ، لم يتم تدريسها أو ممارستها في الولايات المتحدة . الخصيصة الثانية للطب البديل هو أن كثيراً من أساليبه مثل الوخز الإبري ، والمداواة اليدوية ، والمعالجة المثلية و المداواة الطبيعية ، لم تخضع للفحص العِلمي الدقيق المعتاد في الطب الغربي التقليدي ( أو الحديث ) .
ورغم أننا نتكل الآن وأكثر من أي وقت مضى على العِلم و التقنية ، فإن الطب البديل يزداد شعبية . فالكثيرون ، خاصة من يعانون أمراضاً مزمنة ، يشعرون بأن الطب التقليدي عاجز عن وضع الإنسان كـ كل بالإعتبار ( روحاً وجسداً ومشاعر ).وبالتالي يزعمون أن الطب التقليدي بـارد وغير مؤثر .
ويؤكد محبذو الطب البديل أن تلك الممارسات اللتي يُطلق عليها من قبل البعض " عهد جديد " ، أو " شمولية " أو ببساطة " ممارسات غريبة " إنما تتمتع بتاريخ عريق ومبجل في بلاد كالهند و الصين .
حتى الآن ... ( 1999 ) لا يزال مستقبل الطب البديل بأمريكا غامضاً . والأبحاث حول ما هو مجدي وماهو غير مجد بالطريق ، لكن أمامنا الكثير كي نحصد نتائجها ، في نفس الوقت ... يلجأ عدد أكبر من الناس الى الطب البديل .
لذا علينا أن نعرف ماللذي تقدمه لنا الوسيلة البديلة اللتي سنختارها لأنفسنا وأن نعرف ما هي منزلتها عِلمياً .
احترس :
< أغلب العلاجات والوسائل اللتي تصنف تحت اسم " الطب البديل " لم يتم حتى الآن اخضاعها للبحث العِلمي المستفيض .
فلا تنخدع بالألفاظ الطنانة أو الشهادات و الآراء الشخصية .
ولكن اذهب الى المكتبة و اطلب الحصول على معلومات عن الدراسات الإكلينيكية اللتي أجريت بمعرفة العلماء أو المعاهد ذات السمعة الطيبة >
تصنيف أنـواع الطب البديل :
مصطلح الطب البديل واسع وعام alternative medicine حيث يشمل بعض المواقف الفلسفية من ممارسة الطب مثل الطب الشمولي والمعالجة المِثلية والمداواة بالطبيعة ) . كما يشمل بعض الأساليب و التقنيات الخاصة مثل ( الوخز الإبري والإسترجاع الحيوي و التداوي بالأعشاب ) .
الطب الشمولي :
تقع العديد من الأساليب العلاجية تحت مِظلة مصطلح الطب الشمولي holistic medicine كما يتم استخدامه أحيانا بدلاً من مصطلح الطب البديل .
فهو لا يشير الى نوع معين من العلاج . و الطب الشمولي أو الشامل يعد إحدى الممارسات العلاجية اللتي لا تتعامل مع المرض فقط
و لكن تتعامل مع المريض كـ كُل . |
ومن صفات العلاج الشمولي :
* أنه يهتم بعلاج أسباب المرض ولا يكتفي بمعالجة الأعراض وهو يهتم بأسلوب حياة المريض شاملاً التغذية و الضغط العصبي و العلاقات الشخصية .
* يشدد على الوقاية من المرض وابقاء الحالة الصحية كأفضل ما تكون بدلاً من الإكتفاء بعلاج المرض فـ حسب .
* يعمل على تأكيد أن العلاقة بين العقل و الجسم عنصر حاسم ومؤثر في الصحة البدنية ، كما يؤكد أن العوامل النفسية و العقلية و الروحية تؤثر في الصحة .
* إمكانية استخدام أي طبيب للوسائل الشمولية ، فالعديد من الأطباء التقليديين يعدون أنفسهم معالجين شموليين بسبب نظرتهم الفلسفية للرعاية الصحية ، وعديد منهم حاصل على تدريب أو مؤهلات بأحـد مجالات الطب البديل .
المعالجة المثلية :
وهذه المدرسة الطبية موضع خِلاف . وقد نشأت في القرن الثامن عشر على يد طبيب ألماني يدعى صموئيل هاينمان بحث هاينمان عن وسيلة بديلة للممارسات الطبية في عهده كالحِجامة وتسهيل البطن والحجامة و تسهيل البطن ( كلاهما اُستخدم في علاج مرض السكر ! ) . وكلمة العلاج المثلي Homeopathy كلمة اغريقية تتألف من جزئين ( مثل ) Homeo و ( مرض ) pathy .
وجوهر فِكر هذه المدرسة هو أن أعراض المرض تدل على وقوع الإلتئام ، وبالتالي علينا ألا نجهضها ، فـزيادة هذه الأعراض سيترتب عليها الشفاء .
ويتم استخدام بعض المواد العشبية و المعادن بتركيزات مخففة في المعالجة المثلية و اللتي قد تزيد من أعراض المرض المُعالج .
ولا توجد دراسات تؤيد بشكل مقنع وحاسم هذه الفلسفة العلاجية .
احترس :
إذا كنت مريضاً بالسكر وتفكر في اضافة بعض صورالطب البديل الى نظام علاجك فـ تحدث أولاً مع طبيبك.
فقد يحدث تفاعل بين العلاج البديل و التقليدي ، بل و قد يتعارض معه مباشرة . وإن بعض الأعشاب و المكملات الغذائية بل و بعض الفيتامينات يمكن أن تكون سامة إما وحدها أو مع الأدوية الموصوفة للعلاج .
المعالجة بالطبيعة :
يعتقد ممارسو المعالجة بالطبيعة Naturopathy أن الجسم البشري يمتلك في داخله القدرة على الإلتئام التلقائي .
وتتولد هذه القدرة من التوازن و التتناسق بين العديد من قوى الطبيعة ( المؤثرة في الصحة )
ومن هذه القِوى : الهـواء ، النـور ، الأكل الصحي ، الإحساس بالراحة النفسية ، الإستـرخاء ، النوم المريح ، التدريبات الرياضية .
فالشخص المريض يعاني من انعدام التوازن بين هذه القوى أو يعاني من الحرمان من بعض أو كل هذه العوامل .
المعالجون بالطبيعة يتعاملون مع الأمراض بطريقة شمولية من حيث عدم اعتمادهم على الأدوية وحدها لعلاج المرض .
فهم يقومون بدراسة جوانب مختلفة من حياة المريض و ينصحون ببعض الاجراءات المكملة للعلاج التقليدي مثل تغير النظام الغذائي و التداوي بالأعشاب و تقليل الضغط العصبي و التأمل و التدليك و التحكم بالتنفس .
الطب الأيورفيدي :
الطب الأيورفيدي Ayurvedic medicine أو الأيورفـيدا Ayurveda هو أحد النظم الشمولية للعلاج اللتي ظهرت في الهند منذ 3000 إلى خمسة آلاف عام تبعاً للإعتقاد القديم .
فالصحة تنتج من التوازن بين طاقات الحياة الأساسية في الجسم . الأيورفيدا لا تهتم بالعلاج العرضي ( علاج الأعراض ) و لكنها تحفز طاقة الحياة حولنا وبداخلنا . تبعا لهذا الطب يملك كل منا جسداً ينتمي الى واحد من عدة أنواع مختلفة ومتفردة . ( Doshas ) باللغة الهندية ومعرفة الدوشا ( Dosha ) الخاص بكل فرد أو تكوينه الجسماني يساعد على تحديد كورس العلاج الأفضل و الأنسب له .
يعتمد المعالجون في هذا النوع من الطب على التداوي بالأعشاب و التأمل و التدليك كوسيلة لتحفيز قدرات الجسم الطبيعية على الشفاء كما يؤمنون أن خبراتنا الحياتية وتطورنا الروحي و الشعوري تؤثر بدرجة كبيرة في حالتنا الصحية و قد ينصحون بإحداث بعض التغييرات في تلك المجالات .
الطب الصيني التقليدي :
القواعد الأساسية للطب الصيني مسجلة في وثائق تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد ، وتبعاً لهذا التراث الروحي القديم يوجد بالجسم خمسة مراكز للنشاط الحيوي هي : القلب ( أو العقل ) ، والرئتان، والكبد، والكلى، والطحال
كما تحدد ستة عوامل مسببة للأمراض : الريـاح ، البرودة ، والحرارة ، والرطوبة ، والجفاف والحمى .
وقد حدد الطب الصيني الأمزِجة و المشاعر الضارة بالصحة مثل : القلق ، الغضب والحزن وكذلك المفاجــآت و السعادة الزائدة .!
في الطب الصيني يحدث المرض بسبب عدم التوازن بين أحد أو كل هذه العوامل أو بسبب التداخل بينهما . والمختص في الطب الصيني ليس له أن ينظر في الأعراض الجِسمية للمرض فقطولكن ينظر أيضاً لطعام المريض المفضل ، علاقاته الشخصية ، لغته ، تعبيراته ، حالته المزاجية وحركته . وإن وصف العلاج يجب أن يشتمل على اقتراحات لتحسين النظام و العلاقات و غير ذلك .
وهناك قاعدة رئيسية أخرى في الطب الصيني وهي أن الصحة تتأثر بمرور الطاقة أو " التشي Chi " خلال الجسم .
وإن علاجات كالوخز الإبـري Acupuncture أو الضغط الموضِعي Acupressure (نوع من التدليك) وأشكال خاصة من لمسات شافية يُقصد بها إعادة توجيه و تحقيق توازن تدفق " التشي " خلال الجسد .
وهناك " فن الحرب " Martial art تقنيات أخرى للتحكم في حركة الجسم مثل تاي تشي Tai chi يُعتقد أيضاً أنها تحفز الجسم " للتشي" أو الطاقة .
ومع العلاج بالإبر الصينية و غيرها من سبل " التشي" تعد النباتات الطبية أحد محاور الطب الصيني التقليدي ، كالجنسنغ والنعناع وزهرة الأُذينة و العُصفر ( القرطم ) والإيفدرا الصينية وغيرها من مئات النباتات و المحاصيل الطبية جرى استخدامها لقرون مضت على يد أخصائيين (مهنيين) صينيين .
وسائل العلاج المتخصصة الشائعة :
إن بعض الوسائل العلاجية اللتي تندرج تحت عنوان " الطب البديل " تعد متاحةً أكثر من البعض الآخر ومن هذه الوسائل :
الإبر الصينية :
هذا العلاج البديل جزء من التيار الرئيسي للعلاج في الولايات المتحدة الأمريكية . العلاج بالإبر الصينية Acupuncture
هذا العلاج الصيني القديم يعتمد على إدخال ابر رقيقة جداً داخل مناطق محددة من الجسم بغرض تحرير تدفق الطاقة ( chi ) أو طاقة الحياة داخل هذا الـجزء من الجسم ليصبح معافى.قد لا تُدخل الإبر الصينية في مكان الألم أو المرض المحدد بالضبط ، ولكن أخصائيي العلاج بالإبر يختارون الموضع الصحيح حسب فهمهم وكثرة تدريبهم على تحديد العصب أو مجرى الطاقة في الجسم .
يعتقد أخصائيو العلاج بالإبر في الطب الصيني التقليدي أن الطاقة تسري خلال مسارات Pathways خاصة أو مدارات Meridians، ويعتقدون كذلك أنها يجب أن تسير بحرية و بدون عوائق من خلال كل المدارات من أجل صحة متقدمة وجيدة !
فالعلاج بالإبـر يعمل على تحسين الصحة وإزالة الأعراض الخاصة عن طريق فتح لطريق لتدفق الطاقة في المدارات Meridians
غير رسمي - حتى 1999 - :
ثمة 4000 من العشرة آلاف من ممارسي العلاج بالوخز المرخص لهم في أمريكا هم أطبـاء بشريون (.M.D)
ويُقال أن تلك المدارات تلتقي بسطح الجسم عند حوالي 360 نقطة من نقط الوخز بالإبر الصينية .
و تُغرز الإبر في نقط مختارة لتؤثر على تدفق حركة الطاقة ( التشي )
ويعتقد ممارسو الوخز بالإبر الغربيون ( وأيضاً من يمارسون العلاجات المشابهة مثل العلاج بالضغط الموضعي والتنبيه الكهربي ، أن تلك العلاجات تعزى فاعليتها إلى كونها تنبه الجهاز العصبي لإطلاق الإندروفينات Endorphins وهي الهرمونات الطبيعية اللتي ينتجها الجسم لتخفيف الآلام وجعل الإنسان يشعر بالتحسن ويستخدم الوخـز بالإبر في التخدير الموضعي خلال الإجراءات الطبية ، و كذلك تستخدم لعلاج الألم والغثيان والتلف العصبي . ويجب أن يحصل أخصائيو العلاج بالابر الصينية على شهادة الأكاديمية الأمريكية للعلاج الطبي بالإبر الصينية أو الاتحاد الأمريكي لأخصائيي العلاج بالإبر والطب الشرقي. ولا تجعلي أخصائي الإبر يدخِل الإبرة داخل البطن إذا كنت سيدةً حاملاً أو داخل أي مو سرطاني محتمل مع وجوب تعقيمها قبل الإستعمال والسؤال عن كيفية تعقيمها .
فِكرة ذكية :
لن يكون الوخز الإبري مؤلماً إذا تم بطريقة صحيحة ويكتفى بالضغط الموضعي إذا كنت لا ترغب في التعرض للوخز و يكون ذلك بالضغط بالأصابع لفترات معينة على نقاط الوخز .
للتأكيد :
لا تجعلي أخصائي الإبر الصينية يدخِل الإبرة داخل البطن إذا كنت سيدةً حاملاً أو داخل أي نمو سرطاني محتمل مع وجوب تعقيمها قبل الإستعمال والسؤال عن كيفية تعقيمها .
المعالجة اليدوية :
ربما تكون المعالجة اليدوية Chiropractic أو معالجة الصلب ( العمود الفقري ) باليدين هي أكثر أنواع الطب البديل ألفة في أمريكا فهي شائعة هناك منذ أكثر من 100 عام وقد ظلت لفترة طويلة مثاراً للجدل ولقد ظهرت دلائل على أن بعض أساليب المعالجة اليدوية قد تحقق بعض الفائدة!
في عام 1994 أجرت وزارة الصحة والخدمات الإنسانية في الولايات المتحدة دراسة واسعة النطاق للمقارنة بين أثر المعالجة اليدوية وأثر الراحة التامة والجراحة والأدوية في معالجة آلام أسفل الظهر وقد اتضح أن المعالجة اليدوية هي أعظم هذه الأساليب أثـراً. ويعتقد خبيرو المعالجة اليدوية أن سبب الألـم هو سوء تنظيم أو عيوب في استقامة الفقرات والمفاصل الكبيرة وبالتالي سيعالجون الألم بإعادة الضبط من خلال المعالجة اليدوية البارعة للظهر والعنق والساقين.
والهدف من هذه المعالجة هو جعل الصلب في الوضع الصحيح . ويؤمن هؤلاء أن هذه العملية ستوقِف الضغط المؤلم على الأعصاب كما ستصحح عدم اعتدال القامة المدمر لكل من الأعصاب و العضلات كذلك يقوم خبراء المعالجة اليدوية بعمل مسـاج للعضلات المؤلِمة ، كما يعالجونها بواسطة الموجات فوق الصوتية والتحفيز الكهربي للعضلات.ويمكنهم اعطاء النصيحة فيم يخص العلاج الطبيعي و التدريبات الرياضية .
كن شكاكاً وسل الخبير إذا طلب منك العديد من الأشعات أو تطلب الأمر علاجاً طويل المدة لتصحيح عيوب النسق الصلبي .
احذر الخبير اللذي يزعم أن بإمكانه معالجة أمراض الحساسية والسرطان وسوء الهضم والاضطرابات الصحية الأخرى اللتي لا تتعلق بالجهاز العضلي الهيكلي . " أي العضلات و المفاصل و الصلب وسائر العظام "
الإسترجـاع الحيوي
العلاج بالإسترجاع الحيوي أو التغذية الإسترجاعية الحيوية Biofeedback هو تعليم المرضى كيفية الدخول في حالة من الإسترخاء تمكنهم من التركيز على التحكم في الوظائف الفسيولوجية اللتي تتم عادةً بشكل تلقائي.
يمكن هذا الاسلوب الناس من التأثير في العمليات السلبية و الضارة في أجسامهم . على سبيل المثال سـ تتعلم المرأة اللتي تعاني من الصداع الناتج عن الإرهاق كيف تُرخي الرقبة وفروة الرأس وكيفية تحسين مستوى الدورة الدموية في الرأس .
وسيتعلم مريض القلب كيف يبطىء سرعة قلبه و سرعة تنفسه وكيف يقلل من التوتر البدني الضار.ويمكن أيضاً استخدام أسلوب الإسترجاع الحيوي في الحالات التالية : معالجة الألم من خلال الإسترخـاء والتخيل ، معالجة وتجنب نوبات الهلع ، تحسين القدرة على التحكم في المثانة ...
المساعدة في علاج التأتأة والربو عن طريق التحكم في التنفس ، تعليم الأطفال المُفرطين في النشاط كيفية الدخول في حالات من التركيز الإسترخائي !
" من الأفضل تشخيص حالات المرضى وعلاجهم على أساس كونهم أفراداً متميزين أكثر من كونهم ينتمون الى إحدى الفئات المرضية .
عن كتاب : Principles of Holistic Medical Practice . أصدره الإتحاد لأمريكي للطب الشمولي "
ويتم العلاج بالإسترجاع الحيوي عادةً بواسطة خبراء في الصحة العقلية ( طبيب نـفسي ، أخصائي علم نفس أو أخصائي إجتماعي ) قد تعلموا تقنيات الإسترخاء التركيزي و التخيل.ويجب أن يتم توصيل المريض بأحد الأجهزة المُراقبة للحالة الفسيولوجية : كـ جهـاز متابعة القلب ومقياس الحرارة . حيث يتم اختيار نوعية الأجهزة بناءاً على نوعية الحالة المطلوب علاجها .
والهدف من الإسترجاع الحيوي هو تعليم المريض أن يدخل في حالة من الإسترخاء وأن يركز في التأثير على الاضطراب الكائن في العملية الفسيولوجية .
والأجهزة أو الأدوات المُستخدمة تعطي فكرة استرجاعية واقعية ملموسة تمكن المريض من معرفة مدى نجاحه في ابطاء ضربات القلب أو ارخاء التقلص العضلي على سبيل المثال .وبهذه الطريقة يتمكن المريض من تذوق حالة المعافاة و الاسترخـاء ومن ثم كيفية تحقيقها لاحقاً . وفيم بعد لايحتاج المريض لأجهزة للتعرف على هذه الحالة .
غير رسمي
نشر في عدد مارس/ابريل 1997 من مجلة Diabetes Self Management أن دراسة قدمت الى الإتحاد الأمريكي لمثقفي مرضى السكري في عام 1996 أوضحت أن الإسترجاع الحيوي يساعد على التئام قرح الأقدام المزمِنة بسرعة أكبر .
التداوي بالأعشاب :
التداوي بالأعشاب Herbal medicine مكون رئيسي للعديد من أساليب الطب البديل . وهي عادة عريقة ومسجلة في وثائق تعود الى العهد الأول للحضارة في الصين ومصر والهند . وقد اعتادت الشعوب الغربية أيضاً على التداوي بالأعشاب لقرون طويلة .
عمل تجاري واسع النطاق :
التداوي بالأعشاب مألوف وتقليدي في أمريكا منذ زمن بعيد . ونحن اليوم - أواخر التسعينات - نشهد ثورة في عالم الطب النباتي .
فيمكنك أن تجد المستحضرات العُشبية والنباتية في الصيدليات و الأماكن المخصصة لبيع الأدوية في محال البقالة الضخمة وتتفاخر أماكن بيع الطعام الصحي بوجود صنوف من الشاي العشبي والكبسولات والصبغات ( مستحضرات نباتية مذابة في الكحول )
ومن الأنواع الأكثر شيوعاً الإخيناسيا (Echinacea ) لعلاج نـزلات البرد ، الثوم لتقليل الكوليسترول ، والجنكة لزيادة الكفاءة العقلية. ورغم أن البحث العِلمي في مجال التداوي بالأعشاب في ازدياد ، بيد أنه لم يثبُت بعد قدرته على علاج الحالات المرضية !
وتُعرض هذه المستحضرات كـ مكملات غذائية لا كأدوية وبالتالي يمكن بيعها بدون الحصول على موافقة هيئة الأغذية و الأدوية الأمريكية FDA . ولكن اذا تلقت الهيئة تقارير حول وجود آثار ضارة لأي من هذه المكملات فـستفرض شروط الأمان اللازمة مثل:
التحذيرات ، وتعديل الجُرعة أو حظر المستحضر الضار إذا لزم الأمر .
اقـرأ البيانات المدونة على العبوة :
تقع مسؤولية ضمان نقاء وأمان هذه المنتجات على الشركات المنتجة للمستحضرات كما أنها مسئولة عن الدعاوى والإنتقادات ضد كفاءة هذه المنتجات .
إذا قرأت البيانات المكتوبة على عبوات الدواء العشبي فسـتجد أنها بيانات ذات دلالة خاصة . عادةً ما تصف هذه المنتجات كـ مكملات غذائية لا كأدوية .
ويشتمل بعضها على تنبيه مفاده أن هذه المستحضرات وأضرارها لم تخضع لتقييم هيئة الأغذية والأدوية الأمريكية أو أن المستحضر لن يساعد على تشخيص أو علاج أو منع المرض.وتؤكد جل النشرات المصاحبة لهذه المكملات على أهمية الغذاء الصحي و الأسلوب الصحي للحياة ، مما يجعلنا نتساءل عن السبب الحقيقي في حالة حدوث أي تحسن .
مما سبق يتبين لنا أنه بالنسبة لمعظم الأعشاب لا يوجد دليل عِلمي قوي يؤيد الإدعاء القائل بأن التداوي بالأعشاب مؤثر بحق . وهذا لا يعني بالضرورة أن العلاج بالأعشاب ضار أو غير مؤثر . كما أن الملايين من الناس اليوم و عبر العصور سيجادِلون ويحاجون الرأي القائل بعدم جدوى التداوي بالأعشاب بناءاً على تجاربهم الشخصية. برغم ذلك فعلى المستهلك أن يدرك هذه الحقيقة ويضعها في الإعتبار .
احترس :
في سبتمبر 1998 نشرت مجلة نيوإنجلاند الطبية ستة تقارير حول أمراض خطيرة ناتجة عن مكملات غذائية .
وقد حذر الدكتور روبِرت ديباولا قائلاً : " لا يوجد شيء آمن لمجرد أنه طبيعي ويجب على المرضى أن يحذروا من ذلك "
القيام بالواجب المنزلي :
إذا كنت تخطط أو تنوي التداوي بالأعشاب ( أو أي من أساليب الطب البديل الأخرى ) فعليك أن تقوم بواجِبك المنزلي ...
وهذا لا يعني التحدث مع العطار أو أحد البائعين في مجال الأطعمة الصحية أو أحد المعالجين الشموليين المقتنعين بفائدة وجدوى العلاج بالأعشاب واللذين يحققون الربح بوصف هذه الأعشاب كما لا نعني بذلك قراءة كتب من نوعية " العِلاج المعجِز " أو " علاج جميع الأمراض "
فقط اعلم ماهي العلة اللتي من المفترض أن تداوى بهذا الاسلوب من العِلاج ، ثم ابحث عن البحث العِلمي ( خاصة الدراسات الإكلينيكية ) اللذي يوضح درجة تأثير هذا النوع من الأعشـاب أو ذاك .
الهدف هو العثور على بحث عِلمي في مكتبك أو عن طريق الإنترنت عن الإصدارات القديمة والحديثة خاصة في المجلات الطبية و العِلمية المُحترمة مثل ( ساينس ، Science ) أو ( نيتشر ، Nature ) أو ميديكال ليتر ( The Medical Letter ) أومجلة الإتحاد الطبي الأمريكي ( The Journal of the American Medical Association ) أو مجلة نيوانجلند الطبية ( The New England Journal of Medicine )
أو الــ" لانست "( The Lancet ) إصدار بريطاني أو هارفارد هيلث ليتر( Harvard Health Letter )
مجلة بريفنشن ( Prevention ) أي الوقاية هي أحد مصادر المعلومات الجيدة والمتوازنة حول الطب البديل وهي مجلة واسعة الإنتشار ويمكنك أن تجدها في الأماكن المخصصة لبيع المجلات في محال البقالة الضخمة ( في أمريكا ) .
كذلك يمكنك الحصول على المعلومات من خلال الكتب و المقالات المكتوبة بواسطة الكتاب الموثوق بهم في المجال الصحي مثل جين برودي أو د.إيزادور روزنفلد أو مراجعة أرشيف الجرائد الكُبرى بحثاً عن المقالات الحديثة المكتوبة عن علاج ما .
أصدر مؤخراً الطبيب وعالم النبات المتدرب في هارفارد ، الدكتور أنـدرو ويل ( صاحب أكثر الكتب مبيعاً في مجال الطب الشمولي ) - طبِع الكتاب 1999 - أصدر مجلةً علمية أسماها " الطب التكميلي " Integrative Medicine وتبعا لويل فإن المجلة ستتضمن مقالات رفيعة المستوى لا تنبذ الطب التقليدي و لا تعتنق البديل أو تسلم له بدون انتقاده. يقيناً ستملأ هذه المجلة فراغاً كبيراً ، وستساعد على زيادة إدراك وفهم الطب الشمولي على المستوى الشعبي وبين المتخصصين .
وتذكر أنه بينما يواصل الطب تحقيق اكتشافاته فـإن هذه الأعشاب قد تكون سامة أو مسببة للحساسية أو قد تتفاعل مع الأدوية الموصوفة لك من قبل الطبيب .فعلى سبيل المثال الإفدرا الصينية قد ترفع ضغط الدم ، وقد تؤدي الى تسارع نبضات القلب ، الأمر اللذي قد يكون خطراً على بعض الناس .
كما أن بعض أنواع الجِنسنغ قد تعمل كمنبه قلبي خطر . لـذا استشر طبيبك قبل تجربة أي علاج عشبي .
تحدث اليوم ( أواخر التسعينات الميلادية ) تجاوزات كثيرة في مجال صناعة الأعشاب. وإن جانباً كبيراً من أعمال الدعاية لها هي محض هراء ودجل . وإزاء ذلك فـإن ممارسي مهنة الطب يحذرون من أخطار ما يسمى " الرعاية الذاتية " بصفة عامة . وطب الأعشاب بصفة خاصة .
دكتـور أندرو ويل ، محرر طبي في مجلة Natural Health,Natural Medicine
مرض السكر والطب البديل :
تعرف المعالجون على الداء السكري و صارعوه قبل بدء حِقبة العلاج الحديث بفترة طويلة وقد أوصى الطب الشعبي و التقليدي ببعض النباتات للتحكم في السكر بالدم . ففـي أوروبا على سبيل المثال استخدم شاي ورق التوت (Blueberry) لخفض نسبة السكر في الدم . وفي الهند يستخدم المعالجون بالطب الأيورفيدي نبات يدعى الجرمار ( gurmar ) واسمه العِلمي ( جيمنيما سيلفستر ) وكنيتُه ( مدمر السكر ) وفي جامايكا استخدموا فاكهة الآكي ( Ackee ) اليوم في أمريكا يطري البعض على المكمل الغذائي كروميوم بيكو لينات Chromium Picolinate كعلاج لداء السكري. حتى الآن لم تظهِر هذه المواد أو أي من المواد غير الدوائية قدرتها على خفض نسبة السكر في الدم بالدرجة الكافية اللتي تؤهلها لتحل محل العلاج التقليدي للسكر بالانسولين أو الدواء الفمي .
الغذاء الصحراوي :
من الممكن أن يكون الغذاء الغني ب بعض أنواع الطعام مكملاً طبيعياً لعلاج مرض السكر . وقد أوضحت الأبحاث الجارية في جنوب غرب أمريكا أن بعض الأطعمة النشوية قد تبطىء بشكل ملحوظ زيادة نسبة الجلوكوز التالية للوجبات .
فقد وجد عالم النبات جاري بول نابهام من تكسون / أريزونا في بحثه المشترك مع خبيرة التغذية بجامعة استراليا جانيت براند أن الأغذية الغنية ببعض أنواع النباتات اللتي تُزرع بالأراضي الصحراوية ( desert foods ) أو هي النباتات اللتي تحتوي على الأميلوز (مركب نشوي) والألياف القابلة للذوبـان كالصمغيات و الهلاميات النباتية قد تسبب في ارتفاع أقل في الجلوكوز بعد الوجبات .
انصب البحث على قبيلة من الأمريكيين الأصليين تُدعى ( Oodham ) وتقوم هذه القبيلة منذ زمن بعيد بزراعة أنواع معينة من المحاصيل الصحراوية . ولكن منذ حوالي عام 1940 ظهر في شعب " الأُودهـام " أحد أكبر معدلات الإصابة بالنوع الثاني من مرض السكر في العالم.
وتبين من خلال الأبحاث أنه في حوالي سنة 1940، بدؤوا يأكلون كميات أقل من طعامهم التقليدي ، واستبدلوه بالأطعمة المصنعة و المنقاة الشائعة . اكتشف الباحثان أن التكوين الجسماني لهؤلاء الناس واعتيادهم على غذائهم التقليدي سابقاً ، جعل من الصعب عليهم التأقلم على الكميات الكبيرة للدهون و النشويات المنقاة مما أدى الى انتشـار السمنة و النوع الثاني من السكر بشكل وبائي .
وقد سجلت السيدة جانيت براند حالات مماثلة من تغيير النظام الغذائي وازدياد معدلات النوع الثاني من مرض السكر في كل من ميكرونيزيا و نيوزيلنده .
ويفترض هذا البحث أن مرضى السكر يمكنهم الاستفادة من أكل الأغذية الصحراوية اللتي تحتوي على الأميلوز والأصمـاغ و الهلاميات النباتية .ويحصل الأودهاميون على هذه الأغذية من ثمار شجر البلوط والتين الشوكي .
وحبوب نبات المسكويت و التيباري وهذه الألياف والنشويات المفيدة موجودة في الفول و البقوليات المتوافرة عند البقالين مثل البنتو والليما وحبوب الجربانزو والعدس .
توفير النقود :
إذا كنت تنوي التداوي بالأعشاب فـ حاول شراء الأعشاب المجمدة أو المجففة أو خلاصات الأعشاب فهي في الغالب الأكثر نقاءاً والأكثر توفيراً .
لا يوجد نظير للانسولين :
بعض المواد الطبيعية قـد تؤثر حقاً في التحكم بالسكر بالدم ، لكن امتناع المريض اللذي يتناول الانسولين أو الأدوية الفمية عن استخدامها بغرض استخدام الأعشاب أو أي من الوسائل الطبيعية الأخرى أمر خطير جداً .
وعلى الأشخاص الراغبين في تجربة قدرة أي من النظم البديلة على خفض الجلوكوز أن يستشيروا طبيبهم أولاً .
أعظم مخاطر الطب البديل هي عدم تشخيص الأمراض اللتي تحتاج لعلاج طبي ، استشر طبيبك لتعرف سبب الأعراض .
( جين برودي / محررة مقالات صِحية في جريدة نيويورك تايمز )
نظرة جديدة قديمة :
ومن المثير ملاحظة أن العلاج التقليدي لمرض السكر كان - لفترة طويلة من الزمن - يتضمن النظرة الشمولية اللتي تؤكد على أهمية النظام الغذائي و التدريبات الرياضية . و برغم أنك قد لا تعلم الفرق بين الجربانزو و الجنكة فإنك قد تعالج السكر بنظرة شمولية أو بالنظر الى الشخص كـ كل .
وقد ثبت أن الحمية ( النظام اللغذائي ) والتدريبات الرياضية تقنيات طبيعية قوية لتحسين نسبة السكر في الدم ، و لتجنب المضاعفات
فالنظام الغذائي السليم مع التدريبات الرياضية (في وقت واحد) هو العلاج الوحيد الموصوف في بعض حالات النوع الثاني من مرض السكر . و الدور اللذي تلعبه التدريبات الرياضية والحمية في علاج السكر مثال دال على قدرة اسلوب الحياة والصحة العام للشخص كـ كل على تحضير كورس العلاج اللذي يهتم أو يركز على الأعراض المرضية كل على حده .
فكرة ذكية :
التدريبات الرياضية هي أكثر مروضي الضغط العصبي أهميةً ، تدرب بانتظام لتجعل التوتر تحت السيطرة .
العقل و الجسم :
مع نمو الإهتمام الشعبي و العِلمي بالطب الشمولي يتساءل المرضى و المعالجون عن تأثير الحالة العقلية على الحالة الصحية ؟ و تتراوح الأجوبة بين "هذا سُخف" والإعتقاد بأن الأفكار تحدد كل ما يتعلق بحالتنا البدنية .
لن يمكننا ايجاد إجابة مُقنعة لهذا السؤال العميق و المثير هنا . ولكننا سنلقي نظرة على حالتين شعوريتين مؤثرتين يقيناً في الجسم و لهما علاقة مؤكدة بـعلاج السكر وهما : الضغط العصبي و الإكتئاب .
الضغط العصبي Stress:
عرف الباحث الشهير في مجال الضغط العصبي هانز سِلي ( Hans Selye ) الضغط العصبي Stress بأنه :
" تغير ( أو أي تغير ) بدني ناتج عن الإستجابة أو رد الفعل لأحد المتطلبات اللتي يتم ادراكها و يقع عبؤها على كاهل الفرد ".
و قد ينتج الضغط العصبي من متطلبات حقيقية أو وهمية ، أو من أحداث سلبية أو ايجابية - أي شيء يؤدي الى القلق أو يحتاج الى التغيير أو الضبط.ويمكن أيضاً أن ينتج الضغط العصبي من الإنفعالات العنيفة خاصةً الغضب .
الأعراض المميزة للضغط العصبي تتضمن : تسارع نبضات القلب ، ارتفاع ضغط الدم ، التوتر العضلي ، التنفس السريع السطحي ، إفراز ما يسمى : هرمونات " القتال أو الهرب " مثل الأدرينالين والكورتيسول .
إن الإستجابة بالقتال أو الهرب لهما دور كبير تماما كما كانت الحال مع سكان الكهوف. فقد مكنتنا هذه الإستجابة من حماية أنفسنا من خطر داهم وحقيقي مثل هجوم الحيوانات المفترسة.واليـوم تعد الوظائف الضاغطة عصبياً وحركة المرور البشِعة و المواصلات المزدحِمة و متاعب العمل و مشاكل الأسرة ( وكل ما ذكرناه هنا مجرد أمثلة قليلة ) ممارسات ومعاناة يومية . هذا الضغط العصبي المزمن يؤدي الى آلام أسفل الظهر ، اضطرابات الهضم ، الصداع ، صرير الأسنان ومتلازمة مفصل الفك وهي إحدى الحالات المؤلمة للفك . قد يتسبب الضغط العصبي المزمن مع ارتفاع ضغط الدم قد يتسبب في حدوث أمراض القلب ، كما قد يتسبب في زيادة الكوليسترول و تكون اللويحات الضارة في داخل الشرايين ، الأمر اللذي يؤدي الى انسدادِها .
وإن النوبات المتكررة و الطويلة لارتفاع ضغط الـدم قد تدمر الطبقة الداخلية للشرايين مما لا يجعل تجمع اللويحات أكثر سهولة .
احترس:
احترس من محاولة الهرب من التوتر باللجوء الى وسائل تأقلم غير صحية مثل معاقرة الخمور أو تعاطي المخدرات أو تدخين السجائر أو الإفراط في الطعام فكلها وسائل مهلكة مدمرة .
التوتر العصبي ومرض السكر :
من المعروف أن التوتر Stress من الممكن أن يؤدي الى زيادة أو نقصان نسبة الجلوكوز في مرضى السكر . إن أحد أشكال استجابة الجسم لهرمونات التوتر هو اطلاق الجلوكوز المُختزن لتوفير الطاقة للعِراك أو الهرب وهذا الأمر يؤدي الى زيادة نسبة السكر في الدم.
ومن ناحية أخرى ، إذا حدث التوتر عند وجود مستويات عالية من الانسولين في الدم ، فإن الكبد قد يتم تثبيطه عن اطلاق الجلوكوز المختزن ، فيحدث انخفاض لمستوى سكر الدم . وليس كل مرضى السكر تحدث لهم تلك الاستجابات للتوتر ، فالتوتر في الغالب يتفاعل مع العوامل الأخرى في التأثير على التحكم بسكر الدم وأحد أهم العناصر الجوهرية هو مدى درجة التحكم في سكر الدم قبل حدوث التوتر .
فإن الأشخاص الخاضعين للنظم المتشددة في التحكم بالجلوكوز هم بالذات الأكثر عرضة لحدوث الإرتفاعات و الإنخفاضات المتسببة عن التوتر . وتشمل العوامل الأخرى القدرات العامة للشخص على التأقلم ، والمستوى المعتاد للقلق اللذي يعانيه و القدر المُتاح من الدعم الإجتماعي
وثمة طريقة أخرى يؤثر بها التوتر على التحكم في سكر الدم وهي تأُثيره على سلوكك المتعلق بالرعاية الذاتية . فإن الأشخاص المضطربين عقلياً أو القلقين أو المتوترين بشدة قد يكونون أقل حرصاً على اتباع البرامج العلاجية المخصصة لهم .
الإكتئاب ومرض السكر:
لم يصل البحث العِلمي حتى الآن ( أواخر التسعينات ) إلى نتيجة حاسمة عما إذا كان الإكتئاب ( Depression ) أكثر شيوعاً بين مرضى السكر أم لا . فتبعاً لما أورده الإتحاد الأمريكي لمرض السكر فقد أظهرت بعض الأبحاث أن الإكتئاب أكثر شيوعاً و يتكرر حدوث بدرجة أكبر ويستمر لفترات أطول بين مرضى السكر أكثر مما هو في غيرهم من عامة الناس .
وإن المنطق السليم يوحي مع ذلك بأن أي شخص يعاني مرضاً مزمِناً وخطيراً - كمرض السكر - و يحتاج بالضرورة لمعالجة يومية فإنه قد يصاب بسهولة بـ بـعض الإكتئاب . هذا ، ويمكن أن يكون الإكتئاب مشكلة صحية خطيرة في حد ذاته ؛ مما يحتاج الى علاج طبي كما يمكن أيضاً أن تؤدي حالة الإكتئاب الى مشاكل صحية أخرى مما يجعل الأمر ذا أهمية خاصةً بالنسبة لمرضى السكر .
وقد تبين أن الأشخاص المصابين بالإكتئاب المزمن يكون لديهم ما يلي من العوامل :
0 تكون لديهم قابلية أكبر للإصابة بارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب ( إذا وجِدت عوامل الخطورة الأخرى ).
0 يميلون أكثر الى عدم الإعتناء بأنفسهم كما ينبغي .
0 يكونون أكثر عرضة للخضوع لعادات سيئة غير صحية مثل : معاقرة الخمور أو التدخين أو الإفراط في تناول الطعام زاعمين بأن ذلك قد يخفف من اكتئابهم .
0 ومما يزيد الأمر سوءاً أن مستويات سكر الدم اللتي لا تتم السيطرة بكفاءة يمكن أن تجعل حالة الإكتئاب تزداد تدهوراً من حيث كونها تسبب الإرهاق و الأرق وإن نقص الطاقة يمكن أن يعطل المشاركة في الأنشطة المرِحة و اللحظات السعيدة ، ويمكن أن يؤثر بالسلب أيضاً على الأنماط الصحية للرعاية الذاتية .
الوقايـة خير من العلاج وهي في العادة أكثر فعالية من ناحية التكلفة . ( من كتاب Principles of Holistic Medical Practice وهو من إصدارات الإتحاد الأمريكي للطب الشمولي ) ...
بعض النقاط الهامة من أجل التأقلم :
من المؤكد أن الإكتئاب يمكن أن يؤثر بشكل سيء على رفاهية مريـض السكر البدنية و استمتاعه بالحياة الصحية ، وسوف يحتاج بالتالي أن يولي الرعاية الصحية العاطفية اهتماماً أكبر :
إما على شكل استشارة تخصصية ، وإما باتباع الوسائل الصحية لمعالجة التوتر ( أو خليط من هذا و ذاك ). و قد يلجأ بعض الأشخاص الى ممارسي العلاج الشمولي Holistic Practitioners طلباً للمساعدة في التأقلم مع ما يحدث من تفاعل بين العقل والجسد
وبين العواطف والصحة ، و قد لا يحتاج البعض الآخـر لذلك .
وأياً كان اختيارك ، فإليك بعض الوسائل الفعالة حتى تخرج بسلام من دائرة التوتر والكآبة :
- تعلم تقنية أساسية للإسترخاء ثم طبقها .
على سبيل المثال : ممارسة تمارين التنفس البسيطة ، الاسترخاء العضلي ، تقنيات التأمل ، اليوجا وفوق كل ذلك : الصلاة .
- شارك بانتظام في الأنشطة البدنية الممتعة .
- كن مرتبطاً اجتماعياً وبصفة مستمرة بالأشخاص الإيجابيين السعداء : فمن جاور السعيد يسعد .
- تقبل حقيقة أن الحياة لا بد وأن يكون بها يوم حلو ويوم مر ولابد أن تتضمن بعض الضغوط النفسية و بعض الآلام العاطفية .فاعمل من جانبك على تحجيم أحداث التوتر ومواقفه و السيطرة عليها بمنظور يشمل معاني الإيمان و الصبر
مثل قـول : " إن مع العسر يسرا " أو قول " الحمد لله ، لقد واجهت أسـوأ من ذلك من قبل" ..إلخ
- حدد عوامل التوتر اللتي تخرج عن نطاق سيطرتك و دعها ترحل بعيداً .
- حدد عوامل التوتر اللتي تدخل في نطاق سيطرتك وخذ موقفاً فعالاً وايجابياً تجاهها .
- قسم أهدافك و قم بصياغتها في شكل خطوات واقعية قصيرة الأمد ، وفكر أولاً في الخطوة الأولى اللتي أمامك مباشرةً .
- احضر حيواناً أليفاً ليؤنس وحدتك ، فقد أثبتت الأبحاث أن أصحاب الحيوانات الأليفة قلما يعانون الإكتئاب و التوتر .
- اقـرأ كتاباً جيداً لتحصل على المعلومات المفيدة .
- طوع عقلك لتواجه أنماط الأفكار السلبية .
- اتخذ لك هواية نافعة تشغل بها وقتك وحياتك .
- شارك في الجهود التطوعية الإجتماعية فإن العطاء يجلب السعادة لك و للآخرين، وهو علاج فعال للإكتئاب .
مجرد حقائق!
* يتزايد عدد الأمريكيين من مرضى السكر اللذين يختارون وسائل الطب البديل للمساعدة على معالجة مرضهم أكثر مما كان سابقاً .
* يتزايد حجم الأبحاث العلمية عن فعالية وسائل الطب البديل باضطراد ولكنها مازالت غير حاسمة حتى الآن .
* إذا قررت الأخذ بوسيلة من وسائل الطب البديل فمن المهم أن تطلع على أفضل الأدلة العِلمية المتاحة لهذا الغرض .
* لا توجد بدائل عن حقن الانسولين أو العقاقير الفمية لعلاج السكر : حتى الآن على الأقل .
* تحدث دائما مع طبيبك المعالج قبل اللجوء الى الطب البديل واجعله يعلم ما إذا كنت تستخدم أية علاجات عشبية أو وسائل علاجية بديلة .
انتهى النقل من كتاب الدليل غير الرسمي كيف تتعايش مع مرض السكري لـ ماريا توماس ولورين قرين ؛ الفصل 10
